هناك دعاء يسمى دعاء الاستفتاح يقال عند الدخول في الصلاة، وهذا الدعاء عند الأحناف: «سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك»، وقيل: «وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفًا مسلمًا وما أنا من المشركين».
بأيهما بدأت فأنت تحقق السنة النبوية الطاهرة، لكن ماذا لو لم تقل أي منها؟.. يؤكد العلماء أن الصلاة ستكون صحيحة، لأن الاستفتاح سنة، مستحب، ولو صلى ولم يستفتح صلاته صحيحة عند جميع العلماء، ويرى أهل العلم أن دعاء الاستفتاح سُنة عند الأئمة الثلاثة، خلافًا للمالكية في المشهور، حيث رأوا أنه مستحب في النفل ومكروه في الفرض.
صيغ أخرى
وهناك نصوص أخرى منقولة عن الأئمة الآخرين، ومن ذلك، عند المالكية هو: «سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك، وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين»، بينما عند الشافعية هو: «وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفًا مسلمًا وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين؛ لا شريك له، وبذلك أمرت، وأنا من المسلمين».
أما دعاء الاستفتاح عند الحنابلة فهو: «سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك»، ومن ثم فقد بين العلماء أن دعاء الاستفتاح في الصلاة يقال سرًا لا جهرًا، مشيرين إلى أن الصيغة الجامعة لكل سبق أن يقول العبد: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ».
اقرأ أيضا:
وانتهت الأيام العشر.. فهل انفض مولد (الإيمانيات)؟أقوال عن النبي
وهناك ما صح عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، مثل: «اللهم باعد بيني وبين خطاياي، كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد»، وهذا صحيح أيضًا، ومن ثم فإن الغاية هي اتباع سنة نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم في الصلاة، ولمّ لا وهو الذي قال: «صلوا كما رأيتموني أصلي»، فعلينا أن نتعلم سننه عليه الصلاة والسلام، حتى تتم صلاتنا على الشكل الصحيح، ولا تنقص، ولا ننسى أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قد أمر بالاستفتاح في حديث المسيء صلاته، وقال له: «لا تتم صلاة لأحد من الناس حتى يكبر ويحمد الله عز وجل، ويثني عليه، ويقرأ بما تيسر من القرآن».