بقلم |
محمد جمال حليم |
الاحد 12 ديسمبر 2021 - 06:00 م
مر العالم الإسلامي بالعديد من المحن التى أظهرت معادن الرجال لا سيما القادة الذين أثبتوا قدرتهم على احتواء الأمور بفصل ما حلاهم الله تعالى من الحكمة..وفى هذه السطور نستعرض جانبا من سيرة البطل والقائد الهمام عماد الدين زنكي يرويها لنا د. عبد الحليم عويس أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية فى مقدمة بحثه عن صلاح الدين الأيوبي...
يقول: بعد أن عاش المسلمون نصف قرن في "عز ذليل" بين أيدي الغاصبين. يقول ضياء الدين بن الأثير : "فتدارك سبحانه دينه وأهله بدعوة الوحدة ينادي بها نفر من فرسان الإسلام بالموصل وما زالوا يجاهدون ويستشهدون ويعقب بعضهم بعضاً على حمل الراية "وهؤلاء هم آل زنكي وأشهرهم عماد الدين زنكي ونور الدين محمود ووزيرهم صلاح الدين الأيوبي".
الوحدة الإسلامية: ويضيف: كانت الخطوة الأولى في المقاومة هي "الوحدة الإسلامية" فقام عماد الدين زنكي بتوحيد المنطقة لمواجهة النصارى من الموصل إلى حلب في دولة واحدة ؛ وقضى على الأمراء المنافسين بطريقة شرعية ، وسعى إلى تكوين دولة متحدة من أرمينية إلى حدود مصر ولم تمض عدة سنوات حتى نجح هذا البطل المسلم – في ظلال هذه الوحدة – في أن يهاجم أنطاكية حتى وصل إلى اللاذقية ، وفتح حصن يعرين ، واستولى على ما بين حلب وحماة ، من الحصون الفرنجية ، واستولى على الاثارب وزردناومعرة النعمان وكفر طاب وجميع الريف ، وأعاد إمارتي أنطاكية والرها إلى الإسلام وبهذا قضى "زنكي" على أكبر الإمارات الصليبية في الشام وأخطرها بعد بيت المقدس وأدى خدمة عظمة لقضية الوحدة الإسلامية ، حين قضى على هذين الوتدين النصرانيين القويين اللذين كان يحولان دون الاتصال المباشر بين الموصل وحلب ، ودون اتصال أتراك إيران بأتراك آسيا الصغرى ، وانقطع أمل المنافقين من أرمن هذه النواحي في الكيد لجيرانهم المسلمين والتدبير عليهم.
عماد الدين زنكي: ويذكر "عويس" أنه بوفاة ذلك البطل العظيم "عماد الدين زنكي سنة 541هـ" فقد المسلمون علماً فذاً من أعلام الوحدة الإسلامية والشرف الإسلامي ، لكنهم سرعان ما وجدوا أن بذروه الصالحة قد تركت وراءها ابناً كريماً من أبنائه هو "نور الدين محمود" الذي كان في الثلاثين من عمره حين مات أبوه .. فشق طريقه ليحمل الراية الإسلامية ومضى يؤدي الرسالة بالمستوى نفسه الذي كان عليه أبوه رحمه الله .
نور الدين محمود: ويستطرد أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية أنه كان لنور الدين فضل صد الحملة الصليبية الثانية والقضاء على الخونة الأرمن الذين تواطئوا مع الصليبيين ، كما قضى على الخونة المسلمين من أمثال الخبيث "معين الدين أنر" وتابعه والي بصرى التونتاش ، وضم نور الدين دمشق إلى الجبهة الإسلامية كما أن ضم مصر إلى الجبهة يعتبر مأثرة من مآثره ، فهو الذي أرسل إليها أسد الدين شيركوه ومعه ابن أخيه صلاح الدين الأيوبي ليخلصاها من ضعف الفاطميين وصراع الوزيرين شاور وضرغام ، وبوفاة أسد الدين شيركوه آلت مصر إلى صلاح الدين وبخاصة بعد وفاة الخليفة الفاطمي (العاضد) سنة 567هـ.