من منا لم يضطر للدين، لكن هناك من قد ينسى كيف يسدد هذا الدين، فليس من العيب أن يتداين المرء، لكن كيف عليه ألا يعلم أن هناك أسبابًا للسداد علمنا إياها نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه: «ألا أعلمك دعاء تدعو به لو كان عليك مثلُ جبلِ أُحُدٍ دَيناً لأداه الله عنك؟ قل يا معاذ: اللهم مالك الملك، تؤتي الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء، وتذل من تشاء، بيدك الخير، إنك على كل شيء قدير، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، تعطيهما من تشاء، وتمنع منهما من تشاء، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك».
هم الدين
والدين - كما يقال - هم بالليل ومذلة بالنهار، كما بين المصطفى صلى الله عليه وسلم، إلا أن ديننا العظيم لم يترك لنا أي شيء إلا وعلمنا كيفية التعامل معه، ومن هذه الأمور لاشك الدين وكيفية سداده، ولاشك أن هذا الدين العظيم جاء بالحث على التكافل بين أفراده، والحض على التعاون بينهم، ومن صور هذا التكافل والتعاون، مشروعية القرض؛ فأباح للمحتاج أن يستدين عند حاجته.
قال تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ » (البقرة: 282)، وجعل الإسلام إقراض الآخرين قربة يتقرب بها العبد لربه تعالى، وفي الحديث الشريف، يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم يقرض مسلمًا قرضًا مرتين إلا كان كصدقتها مرة».
انو السداد ترزقه
من تعرض لهم الدين، ليعلم أن خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم استدان وقضى دينه، فقد روى مسلم في صحيحه أن نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم استدان من رجل بكرًا، فقدمت إليه إبل من إبل الصّدقة، فأمر أبا رافع أن يقضي الرجل بكره، فلم يجد إلا خيارًا رباعيًّا؛ فقال النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «أعطه إياه، فإن خيار الناس أحسنهم قضاءً»، ولذلك فقد وعد الله سبحانه وتعالى المستدين إذا صلحت نيته وصدق في قضاء دينه بالمعونة والسداد.
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أخذ أموال الناس يريد أداءها؛ أدَّى الله عنه، ومَنْ أخذها يريد إتلافها؛ أتلفه الله تعالى»، ولذلك فقد كان حبيبنا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم كثيرًا ما يستعيذ من الدين؛ قال أنس بن مالك رضي الله عنه: كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فكثيرًا ما سمعته يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين وغلبة الرجال».
اقرأ أيضا:
"لا تكن عونًا للشيطان على أخيك" منهج نبوي.. انظر كيف حث عليه الإسلامي