جميع العباد سيقفون أمام الله عز وجل يوم القيامة، لكن ما الذي سيرتديه المؤمنون لهذا اللقاء العظيم؟، كيف يتصور المرء شكله حينها.
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غُرْلاً»، قلت: يا رسول الله، الرجال والنساء جميعاً ينظر بعضهم إلى بعض؟، قال: «يا عائشة الأمر أشد من أن يهمهم ذلك»، لكن أيضًا هناك تأكيدات بأن للمؤمنين شأن آخر، فالمؤمن الحق يتميز بالقرآن ويرتقي بالقرآن، فضلاً عن أنه يتميز بالصلاة وقيام الليل، وهي أمور تغير من شكله لاشك أمام الله عز وجل يوم القيامة.
قارئ القرآن
بدايةّ على كل مسلم، أن يعي جيدًا أن كل سمة فيه يتميز بها في الدنيا ستكون سمة له يوم القيامة، فقارئ القرآن يأتي يوم القيامة ريحه طيب وشكله طيب.
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمن الذي يقرأُ القرآن (ويعمل به) كمثل الأترجة، ريحها طيب، وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة؛ لا ريح لها، وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة، ريحها طيب، وطعمها مر، ومَثَل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة، ليس لها ريح، وطعمها مر».
اظهار أخبار متعلقة
المصلون يوم القيامة
أما المصلين، فلهم سمة تظهر على وجوههم، مصداقًا لقوله تعالى: «سِيماهُمْ في وُجُوهِهِم مِنْ أَثَرِ السُّجُود» (29 سورة الفتح)، والمعنى: أن يملأ وجوههم نور العبادة والطاعة، وبالتأكيد هؤلاء يعرفهم الله عز وجل من بين ملايين الناس يوم القيامة، فلا يخفى عليه من أمر سبحانه وتعالى، وما ذلك إلا لأن أهل الإيمان يتميزون بالعديد من الصفات، وهذه الصفات ذكرها الله تعالى في كتابه الكريم، ومنها: (طاعة الله تبارك وتعالى والخشية منه والتزام أوامره واجتناب نواهيه وطاعة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم)، كما قال تعالى: «وَأَطيعُوا اللَّـهَ وَرَسولَهُ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ».
كثرة الوضوء
أيضًا يتميز أهل الوضوء يوم القيامة فيعرفهم الله عز وجل، ففي لفظ لمسلم: ((رأَيت أبا هريرة يتوضأ، فغسل وجهه ويديه حتى كاد يبلغ المنكبين، ثم غسل رجليه حتى رفع إلى الساقين، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن أمتي يدعون يوم القيامة غرًا محجلِين من آثار الوضوء»، وبالتالي من استطاع منكم أن يطيل غرته وتحجِيله فليفعل، ومن ثم فإن مظهرك أمام الله يوم القيامة تحدده أنت باختيارك.