أخبار

وانتهت الأيام العشر.. فهل انفض مولد (الإيمانيات)؟

ما هو معنى أيام الله ؟.. الدكتور عمرو خالد يجيب

يا من تركتم العمل في أيام الله المباركة.. مازالت أبواب الخير مفتوحة

يوم القر هو ثاني أيام عيد الأضحى.. تعرف على فضله ولم سمي بهذا الاسم؟

هل هناك فرق بين الذبح والنحر؟ وماذا نقول عند ذبح الأضحية؟

لو لم تنحر في عيد الأضحى.. هل تصدقت؟

ما حكم التكبير في أيام التشريق وما وقته؟

أيام التشريق.. أوقات عظيمة للذكر واحرص فيها على هذا الدعاء

في العيد .. إلعب مع أطفالك!

التسمم الغذائي .. هادم لذات العيد وفرحته

"حلال يا ولدي".. كيف تتحرى بركة المال وتبتعد عن أكل الحرام؟

بقلم | أنس محمد | الجمعة 17 ديسمبر 2021 - 12:20 م

أصبح مسن مصري، حديث ملايين المصريين خلال الأيام الماضية، بعد أن ظهر في مقطع فيديو في أحد البرامج المذاعة على قناة "يوتيوب"، وهو يتعفف في الحصول على مبلغ مالي، قيمة جائزة مقدمة من البرنامج، وهو يسأل عما إذا كان حرامًا، حيث فاجأ الشيخ المسن، مقدم البرنامج عندما أعطاه مبلغ 8 آلاف جنيه، بالسؤال عن حكم هذه الأموال، سائلاً إياه: "حلال دي يا ولدي؟".

السؤال الذي سأله الرجل المسن على الرغم من حاجته الواضحة للمال، والذي يبدو أنه يعاني من وضع شديد البؤس، ومن التعب في رحلة البحث عن لقمة العيش والكفاح من أجل توفير حياة صالحة هدفها رضا الله تعالى، ربما كان سؤاله هذا مفاجأة للملايين من الناس، بعدما انتشر الفساد، وأصبح تحري الحلال عند البعض "موضة قديمة"، لا توجد إلا عند الكثير من "الفقراء الشقاينين" والكادحين، والقليل من الأغنياء "رجال المال والأعمال".

لم تكن هذه المرة الأولى التي يظهر فيها رجل فقير وكادح يتحرى الحلال في لقمة عيشه أو ما اكتسبه من الرزق وساتقه الله إليه، بل كان يسبقه في نفس البرنامج سيدة أخرى حصلت على جائزة مشابهة، وحينما عرضها عليها مقدم البرنامج، رفضت أخذها، وقالت: " أنا ماشقتش بهم"، حتى أقنعها مقدم البرنامج بأخذها، وأشار إلى أنها حلال تبرع بها أحد رعاة البرنامج الأغنياء للفقراء.

إشادة واسعة.. ولكن 


وانهالت التعليقات تشيد بحرص الرجل المسن والسيدة التي تعمل للإنفاق على أسرتها على كسب المال الحلال على الرغم من الظروف المعيشية الصعبة التي يمران بها، والتي لم تمنعهما من أن تظهر ابتسامة الرضا على وجهيهما.

للوهلة الأولى قد يعجبك الفيديو، وقد ينال استحسان الملايين من الناس أغنياء وفقراء، لكن هل سألنا أنفسنا هل نتحرى الحلال مثل هذا الرجل وهذه المرأة، أم أنها لا تهون إلا على الغلبان كما يقول المثل الشائع، ومعناه أن الدنيا وأموالها لا تهون إلا على الذين لا يأخذون من حطام الدنيا شيئًا سوى رغيف العيش، فلا يرغب الفقير في أن يضيع صبره هباءً على اكتساب شيء من الحرام.

في حين يتكالب الكثير من الناس على الدنيا ومفاتنها، خاصة الأغنياء، إلا من رحم ربي، فكم من رجل أعطاه الله مالاً ولم يخرج زكاته على الفقراء، وكم من رجل غني أيضًا إلا من رحم ربي، يعيش في قصره المنيف، وهو يشاهد هذا الرجل العفيف ويضغط على "لايك" الإعجاب بما فعل الفقير، وهو في نفس الوقت يأكل أموال المئات من الموظفين والعمال في شركته.

وكم من شخص تكالب على أموال الناس من خلال استيلائه على المال العام، وكم من موظف ارتشى من أجل تسهيل الخدمات، وهو يعرف أن من يدفع إليه في أحوج ما يكون لهذا المال المال الذي مد يده وأخذه منه بغير حق.

اقرأ أيضا:

وانتهت الأيام العشر.. فهل انفض مولد (الإيمانيات)؟

الاستغناء بالكسب الحلال.. شرف


الاستغناء عن الناس بالكسب الحلال شرف عالٍ، وعز منيف. إن في طلب المكاسب وصلاح الأموال سلامة الدين، وصون العرض، وجمال الوجه، ومقام العز.

وكسب الأرزاق وطلب العيش أمر حث عليه الشرع، فالله جعل النهار معاشاً، وجعل للناس فيه سبحاً طويلاً، أمرهم بالسعي والمشي في مناكب الأرض ليأكلوا من رزقه.

وقرن سبحانه بين المجاهدين في سبيله، وبين الساعين في أرضه يبتغون من فضله، فقال: (يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) [المزمل: 20].

وأخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه "ما أكل أحد طعاماً خيراً من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود -عليه السلام- كان يأكل من عمل يده" (رواه البخاري)، وقال بعض السلف: "إن من الذنوب ذنوباً لا يكفرها إلا الهم في طلب المعيشة".

والاستغناء عن الناس بالكسب الحلال شرف عالٍ، وعز منيف، فقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "ما من موضع يأتيني الموت فيه أحب إليّ من موطن أتسوق فيه لأهلي أبيع وأشتري".

ومن مأثور حكم لقمان: "يا بنيّ استعن بالكسب الحلال عن الفقر فإنه ما افتقر أحد قط إلا أصابه ثلاث خصال: رقة في دينه، وضعف في عقله، وذهاب مروءته".

قال الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) [المؤمنون: 51]، وقال عز شأنه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) [البقرة: 172].

وجاء في الأثر أن خليفة رسول الله أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- يأتيه خادمه بشيء من الأكل، ثم يقول له: أتدري من أين هذا الأكل؟ اشتريته من مال حصلت عليه في الجاهلية كذبت على رجل وخدعته بأن فسرت له حادثة أو قضية كذباً وخديعة، فأعطاني هذا المال، فاشتريت منه هذا الذي أكلت، فأدخل أبو بكر أصبعه في فمه وقاء واسترجع كل شيء في بطنه، وقال: "لو لم تخرج هذه اللقمة إلا مع نفسي لأخرجتها"، وقال مخاطباً ربه: "اللهم إني أعتذر إليك مما حملت العروق وخالط الأمعاء" (رواه البخاري).

وهذا عمر -رضي الله عنه-: "يشرب لبناً فيعجب به فيسأل عنه فيخبره الذي سقاه أنه مرّ بإبل الصدقة، وهم على ماء فحلبها وجاء به إليه فأدخل عمر يده واستقاء؛ لأنه شرب من إبل الصدقة المعدة للصدقة من قبل أهل الزكاة".

وتقول زوجة صالحة توصي زوجها: "يا هذا اتق الله في رزقنا فإننا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار".

وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رب رجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام؛ فأنى يستجاب له؟" (رواه مسلم).

 قال الله تعالى: (وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) [البقرة: 281].

الكلمات المفتاحية

الاستغناء بالكسب الحلال حلال يا ولدي كيف تتحرى بركة المال وتبتعد عن أكل الحرام؟

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled أصبح مسن مصري، حديث ملايين المصريين خلال الأيام الماضية، بعد أن ظهر في مقطع فيديو في أحد البرامج المذاعة على قناة "يوتيوب"، وهو يتعفف في الحصول على مب