مرحبًا بك يا عزيزتي..
أحييك لاهتمامك البالغ بابن أختك الصغير، وسعيك للحصول على طريقة صحية للتعامل مع الأمر، عبر مشورة متخصصة.
وأحمد الله لعلاقتك الطيبة، وصداقتك معه، فدائمًا ما يكون هذا هو المدخل اليسير، والأرضية الصلبة المطلوبة لحل مشكلات المراهقين والمراهقات، وبدونها تصعب الأمور كثيرًا، وتتعقد.
إطار الصداقة هذا بينك وبينه يضمن شعوره بالاحترام لذاته وتقديرها، وأنك تشعرين به، وتريدين مساعدته بدون تسلط أبوي كما هو معتاد أو شفقة ومن ثم إشعاره بالعجز، وهذا أجمل وأفضل وضع ممكن لاصلاح أخطاء المراهقة وعثراتها، المحتملة، والآكدة.
عزيزتي..
ما بين الأبوة والأمومة كسلطة، والصداقة كعلاقة تواصل محبوبة، منطقة وسط أنت فيها، وهذا من حسن الحظ لهذا الشاب ولك.
عزيزتي..
إن أن أسوأ ما يمكن أن تتم به معالجة الأمر أن أن هو التعامل بشكل مباشر مع مشكلة العادة السرية أو تصفح المواقع الإباحية، أو توجيه الإتهام للشاب، أو ضبطه متلبسًا مثلًا وهو يتصفح المواقع الإباحية، وهو الخطأ الكبير الذي يقع فيه معظم الآباء والأمهات مع أبنائهم المراهقين.
لذا، يمكنك التعامل من خلال الحوار المفتوح بينك وبينه في إطار "الصداقة" الذي من الممكن أن يتطرق إلى العاطفة، والمشاعر تجاه الجنس الآخر، وهو حديث محبب للفتيان والفتيات في هذه المرحلة العمرية.
ومن خلال هذا الحوار المفتوح يمكن التطرق إلى "مرحلة المراهقة" وما يحدث فيها من تغييرات، كثيرة، متعددة، منها التغييرات الجنسية.
وهنا سؤال : كيف أفتحها معه؟
افتحي له الطريق بإفهامه أن الله خلق فينا جميعًا هذه المشاعر والغريزة لنسعد بها، ونعمر الكون، ونرتبط عبرها مع الجنس الآخر في إطار شرعي، وأنه سيأتي هذا الوقت المناسب، لنفعل هذا، وأنه علينا ألا نستقذرها، ولا أن نختبيء منها ونتجاهلها، ونذهب نبحث عنها في الظلام والمخابيء السرية عبر الانترنت وغيره.
هو بلا شك كغيره من المراهقين، حائر، ولديه أسئلة ولا يجد من يجيبه عنها بدون إحراج، أو هو يعاني من صراع بشأنها، فهو يشعر بها والمجتمع يقول له عيب وحرام، بينما لو فهم حقيقة الأمر، وأجبنا على تساؤلاته وكنا بجانبه خطوة بخطوة وفكرة بفكرة وتساؤلاً بتساؤل ما حدثت الأزمة، وما ذهب يبحث عبر الانترنت.
بعدها ستكون الخطوة التالية هي أن يفتح ابن أختك قلبه ويتحدث عن ممارساته ويطلب المساعدة أو أن نفتح له نحن الطريق لذلك، وعندها أيضًا سيكون سهلاً أن نوجهه لمتخصص نفسي بحسب حالته في الممارسة للعادة.
بعدها، تتابعي معه البرنامج الذي سيضعه الاختصاصي بهدوء، وصبر، وبدون نقد، وتشجعيه كلما حقق نجاحًا وتشعريه بالثقة فيه، عندها سيعرف أن هناك من يريد مساعدته فعلاً وبصدق، وسيكون تجاوبه رائعًا.
المهم الآن، أن توطدي علاقة صداقتك به أولًا بكل شكل، ولا تتعجلي الحديث معه في أمر العادة السرية، والإباحيات، حتى تجدي أن الوقت أصبح أنسب، وجهوزيته لتقبل كلامك أفضل، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
زوجي خائن ومتعدد علاقات والآن ابني المراهق يفعل مثله.. ما الحل؟اقرأ أيضا:
كيف تكتشف تعرض طفلك للتحرش.. وكيف تحميه منه؟