يعاني الفقراء من حياة صعبة، يحرمون فيها من الكثير من الأشياء والملذات، إن لم يكن كل شيء، لكن الله العادل سيعوض هؤلاء عن افتقارهم لمتاع الدنيا، بأن جعلهم في مقدمة العباد الذين يحظون برضاه وجنته في الآخرة.
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تجتمعون يوم القيامة فيقال أين فقراء هذه الأمة ومساكينها فيقومون فيقال لهم ماذا عملتم فيقولون ربنا ابتليتنا فصبرنا ووليت الأموال والسلطان غيرنا فيقول الله عز وجل صدقتم، قال فيدخلون الجنة قبل الناس وتبقى شدة الحساب على ذوي الأموال والسلطان، قالوا فأين المؤمنون يومئذ قال توضع لهم كراسي من نور ويظلل عليهم الغمام يكون ذلك اليوم أقصر على المؤمنين من ساعة من نهار».
أهل الجنة
وكأن رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم بذلك يريد أن يخبرنا أن الفقراء هم أهل الجنة الأصليين، أو على الأقل الأولين، فإن الله بحكمته وعلمه فاضل بين عباده بالفقر، والغنى، فأغنى من شاء وأفقر من شاء، قَالَ تعالى: « نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ » (الزخرف: 32).
وقال أيضًا سبحانه وتعالى في موضع آخر: « وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُون » (الأنبياء: 35)، وحول تفسير ذلك، يقول ابن عباس رضي اللهُ عنهما: «نبتليكم بالشر والخير أي بالشدة والرخاء، والصحة، والسقم، والغنى، والفقر، والحلال، والحرام، والطاعة، والمعصية، والهدى، والضلال، وهذا من تمام حكمته ورحمته بخلقه، فلو أغنى الناس جميعًا لبغوا في الأرض»، وهو ما يؤكده المولى في عز وجل في قوله: « وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاء » (الشورى: 27).
أول من يدخل الجنة
أيضًا وعد نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم الفقراء بأنهم أول من يدخل الجنة، فعن عبد الله بن عمرو بن العاصي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «هل تدرون أول من يدخل الجنة من خلق الله قالوا الله ورسوله أعلم قال أول من يدخل الجنة من خلق الله الفقراء والمهاجرون الذين تسد بهم الثغور ويتقى بهم المكاره ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء فيقول الله عز وجل لمن يشاء من ملائكته ائتوهم فحيوهم فتقول الملائكة نحن سكان سمائك وخيرتك من خلقك أفتأمرنا أن نأتي هؤلاء فنسلم عليهم قال إنهم كانوا عبادًا يعبدوني لا يشركون بي شيئًا وتسد بهم الثغور ويتقى بهم المكاره ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء قال فتأتيهم الملائكة عند ذلك فيدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار».
اقرأ أيضا:
"البركة في البكور".. رزقك يناديك فلا تتأخر عنه