الله عز وجل أكمل فضله عليك، لدرجة أنه خلق الاحتياج والفقر في العبد، ولم يحوجه إلى الطلبات ولم يضطره إلى المسافات، بل أنه حتى لا ينزعج العبد إذا احتاج ربه، قال له يا عبدي، أنا (القريب)، فكيف برب هكذا، نبتعد عنه، ولا نسأله آناء الليل وأطراف النهار؟.. تدبر حب الله لك، ستجد العجب العجاب.
إذا كنت من الأشخاص الذين لا يفهمون معنى القرب مع الله، فقم من نومك واستيقظ على الصلاة، وتوضأ قبل أن تنام.
فقد قال النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «إن الله قال: من عادى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحرب، وما تقرَّبَ إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضْتُ عليه، وما يزال عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنوافل حتى أُحبَّه، فإذا أحببْتُه كُنتُ سمْعَه الذي يسمع به، وبصرَه الذي يُبصر به، ويدَه التي يبطشُ بها، ورِجْلَه التي يمشي بها، وإن سألني لأُعطينَّه، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه».
الأقرب لك
الله هو الأقرب لك، أقرب لك من نفسك، ومن زوجك، ومن أولادك، ومن كل الناس مهما كانوا، لكن كي تشعر أنت بقرب الله منك، عليك أن تداوم على السجود، لأن هذا الوضع هو الأقرب للعبد إلى الله، قال الله عز وجل: «فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ * سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ * كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ» (العلق: 17 - 19)، وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أقربُ ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا فيه الدعاء».
فالله الأقرب والأحن على العبد من كل المخلوقات، لكن متى يعي العبد ذلك، ويعود إلى ربه سبحانه وتعالى، فمن حديث سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: قُدِم رسول الله صلى الله عليه وسلم، بسبي، فإذا امرأة من السبي تسعى، إذْ وجدت صبيًّا في السبي أخذته فألزقته ببطنها فأرضعته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أترون هذه المرأة طارحةً ولدها في النار»؟، قلنا: لا والله، فقال: «الله أرحم بعباده من هذه بولدها».
هكذا يحبك الله
لكن كيف يدرك المؤمن أن الله يحبه؟.. فإن أبرز علامات حب الله تعالى للعبد أن يوفقه لاتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: «قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ» (آل عمران:31).
إذن لمجرد أنك مسلم ومؤمن وتوحد الله عز وجل فهذا أكبر دليل على أن الله عز وجل يحبك، كما أن العبد يترقى في درجات حب الله تعالى حسب التزامه بكتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، قاصداً بذلك وجه الله والدار الآخرة، وتحقيقه للهدف الذي خلق من أجله، ألا وهو عبادة ربه سبحانه وتعالى.
قال الله تعالى: «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ» (الذاريات:56).
اقرأ أيضا:
حتى لا تغتر بملكاتك.. هل يكفيك هذا يوم القيامة؟