مرحبًا بك يا عزيزي..
مشكلتك من المشكلات الشائعة في سنوات الزواج الأولى، حيث اختلاف الطباع، ونظام الحياة، ومحاولات التغيير، والتكيف، والتأقلم، والتعايش.
بداية الحياة الزوجية ليست حلبة مصارعة، ومن يجاري من، ومن ينتصر على من، ومن استطاع أن يجعل من يتبعه، وهكذا، وإنما هي شراكة يضع طرفاها أسسها الحاكمة، التي تضبط مسارات الخلاف والاختلاف.
وعلى ما يبدو سيكون مفاجئًا لك أن أسس التعامل الحياتية اليومية هي مما يجب مناقشته، والتوافق حوله أثناء فترة الخطوبة، وهو ما يبدو أنه لم يحدث في حالتكم، البتة.
فالمؤكد أن زوجتك كانت هكذا في أثناء فترة الخطوبة، وأنت كنت تعلم، ومع ذلك لم تتناقشا سويًا في هذه النقطة الخلافية بينكم، فكل منكم على العكس من الآخر فيها، وسيضمكم بيت واحد، وحياة واحدة، ومع ذلك سكتت!
ربما عولت كما عادة المخطوبين والمخطوبات على أن يتغير الشريك بعد الزواج، وأن ما هو فيه عادة أسرية ستتغير بمجرد الانتقال لبيت الزوجية، وربما عولت زوجتك أيضًا على تغييرك بعد الزواج، وهكذا تخيل كل منكم مع نفسه الآخر بعد الزواج بدون أي سبب واضح أو منطقي، وإنما مجرد تخيلات، أو أمنيات، أو أوهام!
والحقيقة أن الخيالات، لا تنفع، بل الحوار، والمناقشة، والاتفاق على ما يحقق المصلحة العامة لكم معًا، ويريح كل طرف بقدر المستطاع، وبذل الجهد للتعايش مع ما لا يمكن تغييره.
أنتما بحاجة إلى جلسة، لطيفة، هادئة، تتم خلالها هذه المناقشات، والتفاهمات، والوصول لقرارات تحقق المصلحة العامة "لكما" كأسرة، ووحدة واحدة، وتذكر أنكما تبنيان كيانًا جديدًا، حديثًا، وأن هذا كله وغيره وارد، ومتوقع، وطبيعي، ولا يجب أن ينغص المشاعر، ولا علاقتكم الوليدة، أو يعوق نموها، ونضجها.
هكذا افعل يا عزيزي مع هذه المسألة وغيرها، حتى تستقيم حياتكم رويدًا رويدًا وتنسجم طباعكم، وتتآلف أرواحكم.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.