اعلم يقينًا أنه حين يتولى الله عز وجل أمرك، فإنك إذن حصلت على فضل من الله ليس فوقه أي فضل، لأنك حينها ستسير بنور الله وتتحدث من كرم الله، وتعطي وتنفق من فيض الله، فيكون الله بذاته العليا وبجلاله وقدره هو حافظ وحاميك وساترك.
يقول الإمام محمد متولي الشعراوي رحمه الله: «حينما يتولى الله أمرك فهو يُسهل لك كُل صعب، ويُسير أمورك كما تحب، ويُحقق لك ما كنت تظنه مُستحيلًا»، لذلك ردد دائمًا: «اللهم اِحتويني برحمتك وتولني بقُدرتك فأنت يا رب خير المُنصفين».
لكن حتى تصل إلى هذه المرتبة، عليك بأن يكون لسانك دائمًا في حالة ذكر، فعن أم سلمة رضي الله عنها، أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم إذا خرج من بيته، قال: «بسم الله، توكلت على الله، اللهم إنا نعوذ بك أن نَزِلَّ أو نضل، أو نَظلم أو نُظلم، أو نَجهل أو يُجهل علينا».
في معية الله
ويمكنك أن تسير في وقاية الله طوال يومك، فقط بأن تردد ما علمنا إياه نبينا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، الذي قال: «مَن قال إذا خرج من بيته: بسم الله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله؛ يُقال له: كُفِيت ووُقيت، وتنحَّى عنه الشيطان».
إذن الأمر بيدك أن تكون في معية الله دائمًا، فيتولى الله كل تدابير حياتك، فتنجح إن كنت طالبًا، وتوفق إن كنت عاملا، ويزيد دخلك وتعود لبيتك سعيدًا، وحتى لو تعرضت لبلاء ما.
وهناك كلمات منجيات علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول: «دعواتُ المكروب: اللهم رحمتَك أرجو، فلا تَكِلْني إلى نفسي طرفةَ عينٍ، وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت»، إنها معية الله في كل الأحوال، في السراء والضراء.
اقرأ أيضا:
تعرف على آخر وقت التكبير في عيد الأضحىالاستخارة في كل شيء
أيضًا لم يفوت النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، أن يعلمنا الاستخارة في كل شيء، حتى إذا قدمنا على عمل ما، كان الله معنا، فمن كان الله معه، فمؤكد ستكون النتيجة مبهرة.
عن جابر رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلِّمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن، «إذا همَّ أحدُكم بالأمر، فليركَع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرُكَ بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم؛ فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلَمُ ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمرى - أو قال: عاجل أمرى وآجله - فاقدُرْه لي ويسِّره لي، ثم بارِك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرٌّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمرى، فاصرِفْه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به»، قال: «ويسمي حاجته».