مرحبًا بك يا عزيزي..
أتفهم مشاعرك وارتباك تفكيرك، وما حولك من أوضاع مسئول عن ذلك بالطبع، ولن نبحث فيه، فما يهمنا هو مسئوليتك أنت، عن نفسك، طريقة تفكيرك، وفهمك لنفسك، واحتياجاتها، وفهمك للحياة، وللحب ، والزواج كعلاقة مهمة.
لكل وضع يا عزيزي مميزات وعيوب، ككل شيء في الحياة، والمهم هو "نفسك" سواء كنت متزوجًا أو غير متزوج، نعم، المهم أن تقترب من نفسك، وتحبها، وتقدرها، وتسلك بها طريقًا لإسعادها، ولا تخدعها أو تدعها تخدعك بأن السعادة في وضع اجتماعي معين، أو مع شخص معين، أو بدونه.
هذه هي ثوابتك، وطّن نفسك على إسعاد نفسك، فهي مسئوليتك وحدك عزبًا ومتزوجًا، وأنك "مكتمل" مع شريك أو بدونه، وأنك تسير في طريق تحقيق أحلامك، وأهدافك، وتعيش حياتك كما تحب، وتستمتع بها، وبإنجازاتك، ومع دوائرك المتعددة من أهل وأصدقاء وزملاء عمل ودراسة وغيرها، فحياتك لابد أن تسير وبشكل جيد وناجح في كل أحوالك.
العازب التعس لا يفعل هذا يا عزيزي، ولا المتزوج التعس، وبإمكان كل منهم أن يسعد بوضعه الإجتماعي لو كان هو نفسه منذ البداية هكذا. فالسعادة اختيار وكذلك التعاسة!
اعرف متطلبات كل وضع اجتماعي، وكيفية التعامل معه بشكل صحي لا يضرك، استغل مميزات العزوبية إن بقيت عزبًا لفترة وتعلم كيف تتعامل مع العيوب بشكل صحي، كالوحدة مثلًا، ولا تجعلها سببًا رئيسًا للزواج فهذا من التعامل الخاطيء الذي يؤدي للتعاسة الزوجية من بعد.
دعك من تجارب الآخرين التعسة وإن كثرت، وقربت منك، فلكل تجربة خصوصيتها، ومشكلاتها المرتبطة بأصحابها، ومن مفاهيم المجتمع الخاطئة الشائعة، وتعلم عن متطلبات الزواج والطلاق، والعلاقة الزوجية، ومعنى الحب والزواج الحقيقي لا الشائع الخاطيء، وماذا عن العلاقة مع "شريك حياة" كيف تنجح، وكيف تدرب نفسك على العطاء فيها، وفهمها، وألا تدخلها وأنت جاهل بها كما يفعل الأزواج التعساء، أو تنظر لهؤلاء على أنهم النموذج.
افعل هذا تجاه نفسك، ثم ضع معايير تخصك أنت لمن تريدها شريكة لحياتك، وبناء على هذا أحسن الاختيار.
عزيزي، لا تجعل أي وضع سواء العزوبية أو الزواج يمثل ضغطًا نفسيًا أو مجتمعيًا عليك، عش كل الأوضاع بـ"قبول"، و"فرح"!
هذه هي الخلاصة، برمج نفسك وعقلك على هذا، وكن سعيدًا مع نفسك وبنفسك أولًا وليكن بعدها ما يكون.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.