بقلم |
محمد جمال حليم |
الخميس 02 يناير 2025 - 10:19 ص
ينبغى للمسلم أن يحافظ على دينه لا سيما فى مرحلة الشباب التى يكثر فيها النشاط والحيوية والحركة ومن ثم قد يتعرض الى ما يؤذيه أو يعرضه للفتن. ولكى يحصن المسلم نفسه عليه ابتداء اللجوء إلى الله بالدعاء أن يجنبه الفتن ما ظهر منها وما بطن. ثم المحافظة على الواجبات وخاصة الصلاة، فالصلاة امر عظيم، والتفريط فيها شيء خطير، حتى إن بعض أهل العلم قد ذهب إلى كفر من يتركها، ولو لمجرد التهاون، والتكاسل. ثم مجاهدة النفس فإن صدقت الله تبارك وتعالى في الإقبال عليه؛ صدقك، ووفّقك للخير؛ فهو القائل: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت:69}. ثم إن غلبته نفسه ووقع في شيء من المحرمات فالواجب عليك المبادرة للتوبة النصوح، والاستيقاظ من الغفلة، والمحافظة على الصلاة فالتفريط في الصلاة يجر عليك اشياء كثيرة منها مشاهدة المحرمات؛ اما المحافظة على الصلاة في وقتها، وأداؤها كما أراد الله تعالى، وكما جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ يجعلها خير معين لصاحبها على اجتناب المنكرات، قال المولى تبارك وتعالى: اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ {العنكبوت:45}، وثبت في صحيح مسلم عن أبي مالك الأشعري -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والصلاة نور.
قال النووي: وأما قوله صلى الله عليه وسلم: والصلاة نور. فمعناه: أنها تمنع من المعاصي، وتنهى عن الفحشاء والمنكر، وتهدي إلى الصواب، كما أن النور يستضاء به. أيضا من الوسائل المفيدة أشغال الوقت والطاقة وعدم الاختلاء كثيرا وإذا رغبت في حياة سعيدة؛ فعليك بحياة الإيمان، وعمل الصالحات، فقد قال الله سبحانه: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {النحل:97}.
وقال ابن عباس -رضي الله عنهما-: إن للحسنة ضياء في الوجه، ونورًا في القلب، وقوة في البدن، وسعة في الرزق، ومحبة في قلوب الخلق، وفي المقابل فإن المعاصي سبب لعدم التوفيق، ونكد الحياة، كما قال الله عز وجل: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى {طه:124}، وقال ابن عباس -رضي الله عنهما-: وإن للسيئة سوادًا في الوجه، وظلمة في القبر، والقلب، ووهنًا في البدن، ونقصًا في الرزق، وبغضة في قلوب الخلق.