مرحبًا بك يا عزيزتي..
ما فعلته هو بلاشك محل تقدير، وهو إضافة لك ولهم، ولكن اسعاد النفس هو قرارك، وليس قرار أي أحد آخر.
الاعتناء بنفسك ورعايتها هو مهمتك الأولى، لا تنس نفسك، فقناع الاوكسجين لابد أن ترتدينه أنت أولًا حتى يمكنك انقاذ نفسك ومن ثم الآخرين.
لاشك أن فقدك لاسعاد نفسك، وأنك لم تفعلي لها شيء خاص، - وهو حقك-، ألقى بآثاره غير الجيدة على عطائك لأسرتك أيضًا، فالحياة توازنات يا عزيزتي، ليس رعاية أطفال فقط، ولا زوج فقط، ولا النفس فقط، بل كل هذا معًا.
الامتنان مهم، من أصغر لشيء لأكبر شيء موجود في حياتك، وتعلم مهارات تساعدك على إدارة حياتك من الأشياء المهمة، ومنها تفويض الأعمال، مثلًا، فلم تقومين أنت بكل شيء هكذا، فتستهلكين طاقتك وتستنزفيها؟!
قسمي وقتك، وركزي في أداء المهام، ولكن من ضمن هذا أيضًا، ساعة أو ساعتين لنفسك، تركزي فيها على نفسك وفقط، هذا الوقت تقضينه في شيء تحبينه، أو مع صحبة تدخل على نفسك البهجة، أو تقضين هذا الوقت في الاسترخاء والتأمل، أو العناية ببشرتك وشعرك، إلخ.
أعتقد أن أطفالك كبروا، ومن الممكن التخفيف من بعض المسئوليات تجاههم، وتعليمهم الاعتماد على أنفسهم في كثير من الأمور، وحدثي نفسك إيجابيًا، دائمًا، بأنه لم يفت الوقت بعد، أعيدي تنظيم حياتك، ووقتك، واقتربي من نفسك، وتعرفي على احتياجاتك، وحددي أهداف خاصة لك، وجددي حياتك الزوجية، وخصصي أوقات للخروج مع زوجك وقضاء وقت لطيف خارج البيت في عطلاتكم الأسبوعية خاصة، والتعرف عبر الانترنت على صديقات مناسبين لك،وتوسيع دائرة معارفك، والاطلاع والقراءة وتعلم هواية جديدية وممارسة أخرى قديمة،ومتابعة حلقات عن الرياضة عبر اليوتيوب وممارستها في البيت، وهكذا، فكري يا عزيزتي، ولن تعدمي حيلة، فلم يفت الوقت بعد مادامت أنفاسك حية.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.