يسأل أحدهم، هل سنحاسب على مشاعرنا؟، وهو سؤال في غاية الأهمية، إذ أنه لو كانت المشاعر مثل الحسد، وهو تمني زوال النعمة عن الغير فهو شعور حرام، ولو كانت المشاعر مثل سوء الظن فى الله أنه لم يقبل توبتي وأنه سيعذبني بعد توبتي فهو شعور حرام.
لكن لو كانت المشاعر مثل الرغبة تجاه معصية لكني لم أفعلها بل بقيت مجرد شعور فقط فالله يجعلها حسنة، ولو كان الشعور مثل الرغبة في الانتقام أو أن ينتقم الله من فلان وأنا صاحب حق فليس بحرام، فالنيات هي محل نظر الله جل وعلا، وهي من الأعمال بمثابة الروح من الجسد، فكيف يكون حال الجسد إذا نزعت منه الروح، وكيف يكون حال شجرة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار، وكل عبادة لم تقم على نية صالحة ومقصد شرعي صحيح، فإنها في ميزان الله هباءً تذروه الرياح.
حول مشاعرك
تستطيع أن تحول مشاعرك، إذا كانت سلبية تجاه أحدهم، فاترك الأمر كله لله عز وجل، واجعل مشاعرك إيجابية، فقط لإيمانك بالله عز وجل، وبأنه لن يتركك أبدًا، ودع نيات الآخرين يحاسب عليها المولى عز وجل، فالأمر ليس بيديك على الإطلاق، وإنما الأمر كله بيد الله عز وجل.
عن عمر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إنما الأعمال بالنيات , وإنما لكل امرئ ما نوى , فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله , فهجرته إلى الله ورسوله , ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها , فهجرته إلى ما هاجر إليه ».
فهذا أحد الأحاديث التي يدور عليها الدين، وعنه يقول الإمام الشافعي رحمه الله : « هذا الحديث ثلث العلم , ويدخل في سبعين بابا من أبواب الفقه , وما ترك لمبطل ولا مضار ولا محتال حجة إلى لقاء الله تعالى».
اقرأ أيضا:
تعرف على آخر وقت التكبير في عيد الأضحىالأعمال بالنيات
إذن كل الأعمال مردها إلى النية، فإياك أن تربط مشاعرك على مجرد تبريرات أو توقعات أو احتمالات، فالعبادات والأعمال الصالحة بأنواعها، من طهارة وصلاة وزكاة وصوم وحج وغيرها لا تصح ولا تعتبر شرعا إلا بقصدها ونيتها ، بمعنى أن ينوي تلك العبادة المعينة دون غيرها، فلا بد من النية لتمييز صلاة الظهر عن صلاة العصر مثلا، ولا بد منها لتمييز صيام الفريضة عن صيام النافلة، وهكذا.
وفي المقابل أيضًا أوقف مشاعرك السيئة، لأن الأمر لا يستحث، وقد تكون بالأساس تبني هذه المشاعر على تفسيرات خاطئة، فلن يعود عليك إلا الضرر وسوء الظن، وبالتالي غضب الرب عليك وفقط.