وتابع الداعية الإسلامي فقال : سنبدأ اليوم بالجانب النفسي ، وهذا يتطلب تعريف الإحسان وهو كما عرفه النبي صلى الله عليه وسلم " الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه" ، فهو إحساس داخلي عميق بالله فتخرج أحسن ما عندك لأنك تشعر أن الله يراك وكأنك لا ترى البشر، فتعامل الإنسان بإحسان، وأن تحسن في عملك ودراستك وعلاقاتك فهو يشمل كل شىء، الإحسان مع الله، الإحسان مع الناس ، الإحسان مع الحياة، والدليل على ذلك أن الله يربينا على الإحسان وذلك من خلال السجود فهو القرب من الله مما يجعلك تعبده كأنك تراه.
وأضاف: تعاملك في الحياة وفي عملك قد تكون مراقب وتحول أن تحسن ولكن الإحسان أرقى من ذلك بكثير، فأنت لا تحتاج إلى كاميرات مراقبة لكي تحسن في عملك، فأنت تشعر أن الله يراك ، والإحسان يحقق تماسك النفس تجاه الصدمات والإنكسارات في الحياة، ولهذا يجب أن تطور نفسك حتى لا يفوتك الزمن وتظل واقفًا في مكانك، الحياة تحتاج إلى تحرك مستمر في كل المناحي، حتى بين الزوجين ، والكون كله في حالة حركة مستمرة، الشمس والقمر، الليل والنهار، والحركة المستمرة ليست سهلة، ومواجهة الصدمات ليست سهلة، ولكنها تحتاج نفسية قوية متماسكة، أما إذا كانت النفسية هشة سينهار الشخص أما الصدمات.
وأوضح الدكتور عمرو خالد أن أقوى عامل في دعم النفس ومساعدتها على مواجهة الصدمات هو الإحسان ، لأن الإحسان قائم على فكرة " كأنك ترى الله" ، فلو لم تحصل على مكافآت وترقيات في عملة ستظل تجيد وتتقن عملك لأنك محسن وتشعر أن الله يراك، وبهذا فأنت متماسك نفسيًا رغم عدم تقديرك ومكافأتك في عملك.
وواصل الداعية الإسلامي فحديثه فانتقل إلى الجانب الروحي فتحدث عن البركة وقال إن البركة هي الزيادة في الخير والرزق ، وأن الله عز وجل وصف المسجد الأقصى بالذي باركنا حوله ، فبركته أن المصلين لا ينقطعون عنه ، وليلة القدر وصفها الله بأنها اليلة مباركة في الأجر والثواب والعفو من الله.
وتابع : البركة بحياة المسلم تكون في العمر والرزق ، وان الرزق يشمل المال والزواج فإذا حدثت البركة في الزواج جاء أبناء صالحون وعباقرة، الرزق ليس في المال ولكن في كل خير في حياة الإنسان، والبركة تأتي وتتحقق من التقوى وصلة الرحم، والتقوى أن يغلب على يومك وأسبوع وشهرك أن يراك الله حيث أمرك في كل حركتك بهذه الأزمنة، وألا يجدك حيث نهاك بقدر استطاعتك بحيث يكون هذا الحال الغالب، وحفز نفسك على الالتزام بالتقوى ولا تجلدها.
وأما بركة العمر فهو أن يعيش الإنسان عمرًا قصيرًا ويحقق إنجازات كثيرة ، يجب أن نسأل أنفسنا عما سنتركه من أثر بعد أن نرحل، فلا تجعل عمرك يتسرق منك، لأن هذا معناه ضياع البركة، وأبرز مثال على بركة العمر هو الصحابي الجليل سعد بن معاذ رضي الله عنه أسلم وعمره 31 سنة ومات وعمره 37 سنة وعند موته اهتز له عرش الرحمن، وعرش الرحمن هو أجمل مخلوقات الله وأحلى من كل ما في السماوات والأرض، فلا تجعل ضغوط الحياة تبعدك عن ذكر الله وعبادته، فتعطيه فضلات وقتك، ولا تجعل ضغوط الحياة تجعلك تعطي الناس فضلات اهتمامك.
ولا تنس ورد الذكر أستغفر الله 100 مرة والباقيات الصالحات سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر 100 مرة ولا حول ولا قوة إلا بالله 100 مرة ، ولن تأخذ منك أكثر من 12 دقيقة يوميا.
وتحدث الدكتور عمرو خالد عن أهمية الجانب المهاري في تقوية النفس في مواجهة صدمات وانكسارات الحياة، تعلم شىء جديد كل يوم، قراءة كتاب جديد، فكن كوب ممتلىء بكل شىء مفيد ، ولا تكن كوبًا فارغًا، وتطوير المهارات والذات لا ينفصل عن ذكر الله والتعلق به، فهناك من الأحوال والمعاني في الحياة والنفس تموت ولا تحيا إلا بذكر الله، وعندما تواظب على الذكر تهيىء نفسك لكتون كوبًا ممتلئًا بالمهارات ولديك ما تعطيه.
واختتم الداعية الإسلامي درسه الأسبوعي بالتوجه بالدعاء إلى اله طليا للمغفرة والرحمة والهدى والرزق والتوفيق .
اقرأ أيضا:
أدعية كان يرددها النبي بعد كل أمر.. تشعرك بالسعادة وتحقق لك الرضااقرأ أيضا:
وصفة نبوية لقضاء الهموم والديون.. إرادة تحقق النجاح