الدخول على الملوك والحديث معهم، له قواعد وبروتوكولات منذ أن وجدت الدولة وحتى عصرنا هذا، حيث ذكرت كتب الأدب وسياسة الملوك الكثير عن أدب الحديث مع الملوك.
بروتوكولات ومحاذير:
1-قال الشعبي: أخطأت عند عبد الملك بن مروان في أربع:
-حدثني بحديث يوما فقلت: أعده عليّ فقال: أما علمت أن أمير المؤمنين لا يستعاد.
- وقلت له حين أذن لي عليه: أنا الشعبي فقال: ما أدخلناك حتى عرفناك.
- وذكرت عنده رجلا بكُنْيته، فقال أما علمت أنه لا يُكْنى أحد عند أمير المؤمنين.
- وحدثني بحديث فسألته أن يكتبه. فقال: إنا نكتب ولا نُكتب.
2- سألت بنو إسرائيل موسى عليه السلام أن يعرفهم الزمان الذي يرضى فيه الله عن الناس، فقال: إذا استعمل منهم الهين البرّ الخيّر.
3- وفي خبر آخر: علامة رضا الله عن عباده أن يستعمل عليهم خيارهم، وأن ينزل الغيث في أوانه، وعلامة سخطه عليهم أن يولى عليهم شرارهم، وينزل عليهم الغيث في غير أوانه.
4- وقال معاوية بن أبي سفيان لابن الكواء: صف لي الزمان، فقال: أنت الزمان إن تصلح يصلح، وإن تفسد يفسد.. خير من هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صنفان من أمتي إذا صلحا صلح الناس، الأمراء والعلماء ".
5- وقال الأحنف بن قيس: كل ملك غدور، وكل دابة شرود، وكل امرأة خئون؟؟.
6- وقال الأعور السلمي: يا معشر بني سليم أنذركم السلطان فإنه أصبح صعبا يغضب كما يغضب الصبي، ويفترس كما يفترس الأسد.
7- وقال عبد الملك بن مروان: لقد كنت أمشي في الزرع فأتقي الجندب أن أقتله، وإن الحجاج اليوم ليكتب إلي بقتل فئام من الناس فما أحفل بذلك.
8- وقال بعض الولاة لأعرابي: قل الحق وإلا أوجعتك ضربا، فقال وأنت فاعمل به، فما توعدك الله به أشد مما توعدني به.
9- وقيل لملك زال عنه ملكه: لم زال عنك مللك؟ قال: لمدافعتي عمل اليوم إلى غد.
10- وقال الفقيه ابن شبرمة: من أكل من حلوائهم انحطّ؟ في أهوائهم.
11- وقال كسرى لوزيره: إياك أن تدخل علي كثيرا فيصيبني الملل، فتثقل عليّ حوائجك، ولا تطل الغيبة عني فأنساك.
12- وقال بعض الحكماء: من زال عن أبصار الملوك زال عن قلوبهم.
13- وذكر الشاعر وابن الخليفة ابن المعتز: أشقى الناس بالسلطان صاحبه، كما أن أقرب الأشياء إلى النار أسرعها احتراقا.
14- وكان يقال: إذا نزلت من الوالي بمنزلة الثقة فاعزل عنه كلام الفحش والتملق، ولا تكثرن له الدعاء في كل كلمة، فإن ذلك يشبه الوحشة، وعظمه ووقره في الناس.
اقرأ أيضا:
هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟