إياك واستعجال الرزق، ثم تقع في معصية نتيجة ذلك، وتتصور أن الأمر سيمر، فإنك بذلك كمن أراد التخلص من حياته فانتحر.
قال النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «إن روح القدس نفث في روعي أن نفساً لن تموت حتى تستكمل أجلها، وتستوعب رزقها، فاتقوا الله، وأجملوا في الطلب، ولا يحملن من أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية، فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته».
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم خلقه القرآن، يتخلق بأخلاقه، ويتأدب بآدابه، لذلك التزم بهذا التوجيه المبارك، لم يكن يستعجل، بل كان يتأنى ويصبر، وإلى هذا أرشد أمته فقال صلى الله عليه وسلم: «التأني من الله، والعجلة من الشيطان».
دع هذا العمل
إن كنت تتصور أن الطريق إلى الغنى والثراء لابد أن يمر من طريق واحد -ولو كان لمرة واحدة- وهو طريق الحرام، فابتعد من فورك، وعد إلى الله لأن الأمر جلل، لأنك هنا كمن يلقي بنفسه بيديه وبكامل رغبته في نار جهنم والعياذ بالله، فلا يجوز العمل لاكتساب الرزق بطريق الحرام مطلقاً فالله تعالى طيب لا يقبل إلا الطيب.
يقول رسول الله عليه الصلاة والسلام: «إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين» فقال تعالى: «يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ»، وقال أيضًا عز وجل: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ»، ثم ذكر الرجل رسول الله، يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك.
اقرأ أيضا:
تعرف على آخر وقت التكبير في عيد الأضحىالمال الحرام
يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «أيما جسد نبت على الحرام فالنار أولى به»، ومن ثم على المسلم أن يطلب الرزق من طريق حلال وليس بالضرورة أن يشتغل في أمور مشبوهة، وعليه بالبحث فيما حلل الله وفقط، فمن ترك أمرًا لإرضاء الله عز وجل أبدله عز وجل خير منه مهما كان، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيرًا منه، والأرزاق بيد الله، فقد قال الله تعالى: «وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا» (الطلاق:4)، وقال أيضًا سبحانه: «وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ» (الطلاق:2-3).