بقلم |
محمد جمال حليم |
الاربعاء 09 اكتوبر 2024 - 12:46 م
يظن البعض أن الإيمان هو ما وقر فى القلب من امور لا يمكن الاطلاع عليها، وبهذا يصير الإيمان ير بين العبد وربه. وهذا القول جانبه الصواب فالإيمان وإن كان ما وقر فى القلب من أمور يعتقدها صاحبها لكن لابد من تصديق هذا الاعتقاد بالعمل الظاهر، وهذا ما أجمع أهل السنة على أن الإيمان قول وعمل، أو قول باللسان، واعتقاد بالجنان، وعمل بالجوارح والأركان. وهناك الكثير من الأدلة على أن الإيمان قول وعمل واعتقاد، ومن هذه الأدلة ما ذكرته الأمانة العلمية لسؤال وجواب كالتالى:
الأدلة على أن الإيمان قول وعمل واعتقاد: ومستند الإجماع نصوص كثيرة من الكتاب والسنة تدل على أن هذه الأجزاء (القول والعمل) من الإيمان، وهي على التفصيل أربعة:
قول اللسان، وهو طاعاته كلها من الإيمان، وأما التكلم بكلمة الإسلام: لا إله إلا الله محمد رسول الله؛ فهو ركن في الإيمان، لا يصح إلا به. ومن الأدلة على أن قول اللسان من الإيمان: قوله تعالى: قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ البقرة/ 136، وقوله صلى الله عليه وسلم: أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي نَفْسَهُ وَمَالَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ رواه البخاري ، ومسلم من حديث أبي هريرة.
قول القلب: وهو التصديق واليقين، والدليل على أن قول القلب من الإيمان: قوله تعالى: (أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ) المجادلة/22، وقوله: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ الحجرات/15، وقوله صلى الله عليه وسلم عن الإيمان: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ رواه مسلم واللفظ له من حديث عمر، ورواه البخاري من حديث أبي هريرة. وقوله في حديث الشفاعة: ... فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي فَيَقُولُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى أَدْنَى مِثْقَالِ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ مِنْ النَّارِ فَأَنْطَلِقُ رواه البخاري ومسلم من حديث أنس رضي الله عنه.
عمل القلب: وهو الإخلاص والانقياد والخوف والرجاء والمحبة. والدليل على دخول ذلك في الإيمان: قوله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ الأنفال والوجل عمل القلب.