لماذا تخشى حدوث الأشياء قبل وقوعها؟.. إن كنت كذلك خذ بهذه النصيحة واعمل بها من فورك.. "إياك أن تخاف شيئًا قبل حدوثه، إياك أن تتخيل الأمور قبل وقوعها، حوا لأن تصرف فكرك وخوفك عن الغيبيات لأنها بدون أدنى شك في علم ﷲ سبحانه وتعالى وحده.
أما -والعياذ بالله- لو حدث ونزل البلاء فكن على يقين تام بأنه ما نزل بلاء على العبد إلا ونزل معه اللطف من الله عز وجل، ومن ثم فإنك إذا تصورت البلاء قبل أن يقع فقد استقبلت البلاء بدون لطف الله عز وجل، وبالتالي أهلكت روحك دون فائدة.
إذن يجب أن تتيقن بأن لك رب حي قيوم لا ينام، فاطمئن به، وتوكل عليه، واستبشر، وتفاءل بالخير دائمًا، فمن تفائل بالخير يجده لاشك، وما ذلك إلا لحسن ظنه بالله".
انتظار البلاء
قديمًا قالوا (وقوع البلاء ولا انتظاره)، فكيف بنا نظل ننتظر وقوع بلاء، قد لا يحدث على الإطلاق، لأن الغيبيات لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، لكن هل الخوف من وقوع البلاء قبل وقوعه من سوء الظن بالله؟.
الأمر يعود إلى النية، فهناك للأسف من يصل لمرحلة سوء الظن بالله والعياذ بالله، ولكن أيضًا هناك من يخاف الخوف الطبيعي لبني البشر، ومن ثم فإن الخوف من حدوث مصيبة متوقعة لا يعد سوء ظن بالله، بل هو من الخوف الذي جبل عليه البشر، ولم يسلم من ذلك حتى الأنبياء.
فقد خاف نبي الله موسى عليه السلام، بطش فرعون وجنوده، ففر منهم، فقال لفرعون: «فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ» (الشعراء: 21)، وكذلك قد كان النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم يتعوذ من بعض المصائب، وذلك حذرًا من أن يصاب بها، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء».
اقرأ أيضا:
تعرف على آخر وقت التكبير في عيد الأضحىوساوس الشيطان
لكن إذا الأمر عند حدوث الخوف الذي جبل عليه الإنسان العادي، احذر لأنه بالتأكيد من وساوس الشيطان الرجيم، وقد يدخل الأمر في سوء الظن بالله والعياذ بالله، ومن ثم فقد يعاقب بوقوع المصيبة من كان خوفه مبنيًا على التشاؤم ليذوق وبال إساءة الظن بالرحمن الرحيم الحكيم الخبير جل وعلا، وقد جاء هذا المعنى في قوله صلى الله عليه وسلم من حديث أنس رضي الله عنه: «لا طيرة ، والطيرة على من تطير ، وإن تك في شيء ففي الدار والفرس والمرأة».