بقلم |
عمر نبيل |
الاربعاء 05 يناير 2022 - 01:46 م
انتهى عام 2021 بحلوه ومره، وشره وخيره، ولكن لاشك أن أيامه ستشهد علينا يوم القيامة أمام الله عز وجل، فراجع نفسك، قبل أن تحاسب، وقدم لنفسك كشف حساب عن هذا العام المنصرم، وماذا فعلت فيه؟.. لكن على أن يكون هذا الكشف بعيدًا عن المصارف المعتادة وتملك الأموال، وإنما كشف حساب لعلاقتك بربك، ومن ثم عليك مراجعة كشف الحساب.
إن كان لك والديك أو أحدهما، هل كنت بارًا بهما طوال العام؟.. هل كنت أبًا يقود أسرته بالشكل الذي علمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم.. هل صلت رحمك؟.. هل حافظت على الصلاة المفروضة؟.. هل لجأت إلى قيام الليل يومًا؟.. هل حافظت على قراءة القرآن؟.. باختصار كيف كانت علاقتك بربك طوال العام؟.
محاسبة النفس
حاسب نفسك قبل أن تحاسب واعمل بنصيحة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حين قال: «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، وتزينوا للعرض الأكبر (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ) (الحاقة:18)، وإنما يخف الحساب يوم القيامة على من حاسب نفسه في الدنيا»، فعليك أن تحاسب نفسك في كل أحوالها، في الرخاء والشدة، كما بين الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قوله: «حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب الشدة، فإن من حاسب نفسه في الرخاء عاد أمره إلى الرضى والغبطة، ومن شغلته حياته، وألهته أهواؤه عاد أمره إلى الندامة والحسرة»، وهذا أهل الفطنة وأصحاب العقول كما أخبر بذلك أفضل رسول عليه أفضل الصلوات وأزكى التسليمات: «الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني».
قبل فوات الأوان
لديك الفرصة الآن، لأن تحاسب نفسك قبل فوات الأوان، فعلى الإنسان أن يتصفح عمله، وينظر في أقواله وأفعاله وجميع ما يصدر منه أولاً بأول.. فإن وجد خيرًا محمودًا أمضاه وأتبعه بما يضاهيه، وإن وجده شرًا مذمومًا يستدركه إن أمكن، وتاب منه واستغفر، وانتهى عن مثله في المستقبل، وقد أخبرنا رسول الله صلوات الله عليه وسلامه عليه، أننا محاسبون على كل شيء كل شيء، فقال: «لا تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه»، فكان لزامًا أن يعلم الواحد منا أنه موقوف بين يدي الله ومسؤول، وحق لمن علم أنه موقوف ومسؤول أن يعد للسؤال جوابًا وللجواب صوابًا.