امتاز الإمام الشافعي واشتهر عنه الذكاء وسرعة جوابه وحضوره، ودقة كلماته مع فصاحته، حيث قال صاحبه يونس بن عبد الأعلى : قال لي الشافعي: "يا أبا موسى رضا الناس غايةٌ لا تدرك, ما أقوله لك إلا نصحاً, ليس إلى السلامة من الناس سبيل, فانظر ما فيه صلاح نفسك فالزمه, ودع الناس وما هم فيه".
سرعة جوابه:
1-عن يونس قال: كنا في مجلس الشافعي فقال: كل شيء مقطوع من حي فهو ميتة... فقام إليه غلامٌ لم يبلغ الحلم فقال: يا أبا عبد الله لا يختلف الناس أن الشعر والصوف مجزوزٌ من حي وهو طاهر.
فقال الشافعي: لم أرد إلا في المتعبدين.. يعني به كل شيء مقطوع من حي فهو ميت، يعني من شعر أو ظفر وما أشبه ذلك من بني آدم، ليس من البهائم لأنهم غير متعبدين- مطالبين بالتكليف-.
2- وقال ابن عبد الحكم قال: قلت للشافعي: في حديث نافع عن ابن عمر أنه مر بزمارة راع فجعل إصبعه في أذنه، وعدل عن الطريق، وجعل يقول: يا نافع أتسمع؟ حتى قلت: لا.
فقال: هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل.. فقلت: ينبغي لأن يكون حجة في تحريم السماع.
فقال الشافعي: لو كان حراماً ما أباح لنافع ولنهاه أن يسمع، ولكنه على التنزه .
3- وذكر صاحبه الربيع قال: قال الشافعي: خلق الله آدم بين طهارتين من ماء وطين، فالماء طهور يؤدي به الصلاة, والطين طهارة إذا فُقِد الماء يؤدي به الصلاة.
فلما خلق الله آدم من الطهارة استحال أن يخلق الأنبياء من نجاسة... والحديث: عن عائشة: كنت أفرك المني من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وسعد بن أبي وقاص قال: إنما هو مثل المخاط أو البزاق .
وقال أحد العلماء: سألت الربيع بن سليمان قلت: رجل حلف بالطلاق أن ما في الأرض كتابٌ -يعني بعد كتاب الله- أكثر صواباً من كتاب مالك؟
قال: يحنث. قلت: فحلف أن ليس في الدنيا كتاب أكثر صواباً من كتب أبي حنيفة؟ قال: يحنث.
قلت: فحلف أن ليس في الدنيا كتاب أكثر صواباً من كتب الشافعي؟ قال: لا يحنث .
قلت:هذا مشكل, وقد نص الشافعي على أنه ليس بعد كتاب الله أكثر صواباً من الموطأ, اللهم إلا أن يكون هذا من الربيع محمولاً على المتحذلق المعاند.
اقرأ أيضا:
هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟