يقول ربنا عز وجل في كتابه الكريم: «وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» (الأعراف 180).
فعلى المسلم أن يعي تمامًا هذه الأسماء، ليسأل الله عز وجل بها، وليستخدمها وقت العوز والحاجة، ومن هذه الأسماء، اسم الله الواسع.. وهو اسم وسع كل الصفات، وصفات الله ليس لها حدود ولا نهاية.
واسم الله (الواسع) من الصفات العظمى التي تسع وتشمل كل الصفات.. فإذا قلت: يا واسع، فكأنك تقول: يارب انتخب من أسمائك وصفاتك بحكمتك ما يليق بحالي، فإني لا أعرف وأنت الواسع، فالواسع هو الكثير مقدوراته ومعلوماته واعتراف له بأنه لا يعجزه شيء، ولا يخفى عليه شيء، ورحمته وسعت كل شيء، فضلاً عن أنه هو الغني الذي وسع غناه مفاقر عباده، ووسع رزقه جميع خلقه، وأنه هو الذي لا نهاية لسلطانه.
عالم كل شيء
اسم الله الواسع، يأتي مقرونًا في القرآن الكريم، باسم الله العليم، للتأكيد على أنه يعلم كل شيء، وما يخفى عليه من أمر في الدنيا ولا في الآخرة، ولا في السموات ولا في الأرض، قال تعالى: «وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ» (البقرة 115).
وقد ذكر القرآن أن الله واسع العلم فقال في سورة الأنعام، قال تعالى: «وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ ۚ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ ۚ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَن يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا ۗ وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ۗ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ» (80)".
ووصف القرآن الله تعالى بأنه واسع الرحمة، فقال في سورة الأعراف: «وَٱكْتُبْ لَنَا فِى هَٰذِهِ ٱلدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِى ٱلْءَاخِرَةِ إِنَّا هُدْنَآ إِلَيْكَ ۚ قَالَ عَذَابِىٓ أُصِيبُ بِهِۦ مَنْ أَشَآءُ ۖ وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْءٍۢ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلَّذِينَ هُم بِـَٔايَٰتِنَا يُؤْمِنُونَ».
ووصف الله بأنه وسع كل شيء علماً فقال في سورة طه: «إِنَّمَا إِلَٰهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا» (98).
معنى الواسع
الواسع تعني أنه يسع لكل شيء، أو يعلمه ويمتلكه، وهو الذي وسع علمه جميع المعلومات ، أي إنسان مهما تفوق في العلم ، يقول لك هذا الشيء لا أعرفه ، إذ يروى أنه جاء وفد من المغرب إلى المشرق ، وقطع آلاف الأميال ، واستغرقت الرحلة أشهراً عديدة ، معه 37 سؤال ، وجهه إلى الإمام أحمد بن حنبل ، أجاب عن عشرين ، والأسئلة الباقية قال : لا أعلم ، فقالوا : الإمام أحمد بن حنبل لا يعلم ؟! فقال : قولوا لهم : الإمام أحمد بن حنبل لا يعلم.
وعند البخاري من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: «الحمد للّه الذي وسعَ سَمْعُهُ الأصواتَ»، فأنزل الله تعالى على النبي صلى الله عليه وسلم: «قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ» (المجادلة:1)، فالله جل جلاله واسع، وسعت رحمته كل شيء وهو المحيط بكل شيء.
اقرأ أيضا:
دعوا الله بدون تكلف.. لن تتخيل جوائز السماء