مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك.
الجميل في رسالتك هو "رفضك"، نعم، فهذا مؤشر صحي على يقظتك، واحساسك بوجودك، ومن ثم تسهيل طريقك للتغيير.
عزيزتي، للأسف بعض الآباء والأمهات يسيئون من حيث لا يقصدون في علاقتهم الوالدية، وما يحدث معك هو نوع من هذه الاساءات، وتعرف باسم التورط ENMESHMENT وهو مصطلح مستحدث، خاصة في علم النفس، أول من قال به هو عالم النفس Salvador Minuchin وقصد به تورط الأشخاص في نسيج عائلي بدون أي صورة فردية ليهم، أو بمعنى آخر هو تعامل بعض الأهل أو أولياء الأمور مع أولادهم على أنهم extension استكمال لهم أو امتداد لهم، كما يفعل والدك، ويقول لك، وهنا لا يكون الأمر مجرد تسلط وإنما محو كامل لكينونة الشخص ووجوده وفرادته وتميزه.
هنا يريد الشخص الذي بيده مقاليد القوة "الأب"، أو "الأم"، أن يجعل ابنه/ابنته، امتدادًا له، يحكمه صفاته، وأخلاقه، وقيمه، ومبادؤه، وثقافته، ومهنته، بدون أي وجود لشخصية الإبن/الإبنة، وتميزها واختياراتها وقراراتها.
وللأسف تعتبر كل صور واشكال الإساءات الوالدية هذه، دلالة على هشاشة من يمارسها نفسيًا، وفشله في التعامل مع الآخرين بنضج نفسي، مما يجعله يستخدم هذه الطرق المؤذية ليشعر بهيمنة مزيفة، وقيمة غير حقيقية لذاته.
لذا، ينصح الاختصاصيون من يتعرض لمثل هذه الإساءات ، برفضها، وعدم الاستسلام والتعبير عن الذات، واحترامها، فمن لا يحترم ذاته لن يحترمها الآخرون.
وفي حالة الوالدين، أو الوالدة كما في حالتك يا عزيزتي يمكنك الرفض مع التزام الأدب، فالبر والأدب لا يتعارض وعدم السماح بالإيذاء.
ستحتاج إلى تدريب بلاشك، وصبر، ووقت، وتقبل لكل ردود أفعال والدتك التي ربما تكون غاضبة، ورافضة لما طرأ عليك من تغيير، لكنها ستتعود عندما تجدك حاسمة، مصرة على رفض الأذى، وبارة بها في الوقت نفسه.
وتأكدي أنه مع مرور الوقت، ستدرك والدتك أنك تشبهيها ربما في بعض التصرفات، أو الشكل، إلخ ، لكنك لست "هي" ولست لاشيء بدونها، أو بدون أن تكوني طبيبة.
اقتربي من ذاتك يا عزيزتي، واسعدي بوجودك على فرادته، وميزته، وعيوبه أيضًا، فأنت لست امتدادًا لأحد، هكذا خلقنا الله، كل منا نسيج وحده، مهما ورث من جينات، وهكذا يجب أن ندرك، ونعيش.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
الزواج ليس نهاية الحكاية .. 7 أشياء يبحث عنها الرجل في المرأةاقرأ أيضا:
قواعد الحزن السبعة.. هكذا تواجهها