أخبار

هل الحجامة الجافة مفطرة للصائم؟

على رأسها الصيام.. 3 تغييرات تساعدك على العيش لفترة أطول

بالفيديو.. عمرو خالد: طريقة ربانية تغيرك من داخلك وتصلح عيوبك في العشرة الأواخر (الفهم عن الله - 2)

شيخ الأزهر يكشف سر اقتران اسم الله الكبير بالعلي والمتعال

ماذا تفعل "حسبنا الله ونعم الوكيل" إذا كنت مظلومًا؟

"الزرع في الجنة"..أعرابي يضحك النبي

لا تدعها تفوتك.. هكذا تحصل على البركة في مالك وحياتك

قصة مبكية.. كيف تاب "مالك بن دينار" من شرب الخمر؟

دعاء اليوم الـ 18 من رمضان

رؤيا السواك فى المنام لها تأويلات رائعة تعرف عليها

عبادة كلف الله بها نبيه ولم يطقها أحد من البشر؟

بقلم | أنس محمد | الاربعاء 19 يناير 2022 - 02:31 م


حينما تتفكر في عبادة النبي صلى الله عليه وسلم تجد أن النبي كان يفعل ويكلف من ربه بما لم يطيقه البشر، فقد رق له قلب عائشة رضي الله عنها حينما وجدت تورد قدميه نتيجة استمرار الصلاة طوال الليل، وسألته لما كل هذا يارسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فأجابها صلى الله عليه وسلم: " أفلا أكون عبدًا شكورًا!"، ومع ذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يداوم الرجل في صيامه كل يوم، معتبرًا أن ذلك مما لا يطيقه البشر، وحينما سأله أحد الصحابة أنه صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك فلماذا لا نفعله أيضًا؟، فقال له النبي شفقة عليه: " إنه يبيت عند ربه يطعمه ويسقيه".

فالتفكر في عبادة النبي أمر عظيم، تجد معه كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم منقطعا لعبادة ربه، ليل نهار، فهو بالنهار مشغول بالدعوة وبالجهاد في سبيل الله وتحمل أذى المشركين، وبالليل يتعبد لربه ويقيم الليل مصليا، فقد كان النبي يبيت ليلته متعبدا لربه، ولا ينال من النوم إلا قسطا قليلا، وكان ينام بعينه وقلبه يقظ بذكر الله عز وجل.

بل إن الله سبحانه وتعالى خاطبه بما لم يخاطب به أحدا من الأنبياء او البشر، في فرض التكليف عليه بقيام الليل، فقال له ربه عز وجل في سورة المزمل: "يَـٰٓأَيُّهَا ٱلۡمُزَّمِّلُ (1) قُمِ ٱلَّيۡلَ إِلَّا قَلِيلٗا (2) نِّصۡفَهُۥٓ أَوِ ٱنقُصۡ مِنۡهُ قَلِيلًا (3) أَوۡ زِدۡ عَلَيۡهِ وَرَتِّلِ ٱلۡقُرۡءَانَ تَرۡتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلۡقِي عَلَيۡكَ قَوۡلٗا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ ٱلَّيۡلِ هِيَ أَشَدُّ وَطۡـٔٗا وَأَقۡوَمُ قِيلًا (6) إِنَّ لَكَ فِي ٱلنَّهَارِ سَبۡحٗا طَوِيلٗا (7) وَٱذۡكُرِ ٱسۡمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلۡ إِلَيۡهِ تَبۡتِيلٗا (8) رَّبُّ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَٱتَّخِذۡهُ وَكِيلٗا (9) وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱهۡجُرۡهُمۡ هَجۡرٗا جَمِيلٗا (10) وَذَرۡنِي وَٱلۡمُكَذِّبِينَ أُوْلِي ٱلنَّعۡمَةِ وَمَهِّلۡهُمۡ قَلِيلًا (11).

ومن أسباب نزول سورة المزمل يروى أن قريشا اجتمعت في دار الندوة تدبر كيدها للنبي [ صلى الله عليه وسلم ] وللدعوة التي جاءهم بها . فبلغ ذلك رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] فاغتم له ؛ والتف بثيابه وتزمل ونام مهموما . فجاءه جبريل عليه السلام بشطر هذه السورة الأول ( يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا . . الخ )وتأخر شطر السورة الثاني من قوله تعالى : ( إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل . . . )إلى آخر السورة . تأخر عاما كاملا . حين قام رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] وطائفة من الذين معه ، حتى ورمت أقدامهم ، فنزل التخفيف في الشطر الثاني بعد اثني عشر شهرا .

قيام الليل


وقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ( قم ) . . فقام . وظل قائما بعدها أكثر من عشرين عاما ! لم يسترح . ولم يسكن . ولم يعش لنفسه ولا لأهله . قام وظل قائما على دعوة الله . يحمل على عاتقه العبء الثقيل الباهظ ولا ينوء به وحمل عبء الأمانة الكبرى في هذه الأرض وعبء البشرية كلها ، وعبء العقيدة كلها ، وعبء الكفاح والجهاد في ميادين شتى، ومع ذلك فقد كان يسهر ليلته يصلي ويقيم الليل تهجدا لربه .

فهل تتصور نفسك وأنت نائمًا وتستثقل على نفسك ان تنهض لأداء صلاة الفجر، وهي ركعتان خفيفتان للمؤمن الذي يطمح في جنة ربه عز وجل، في الوقت الذي يأمر فيه ربنا سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم، أن يقيم الليل إلا قليلا نصفه أو ينقص منه قليلا، أي النبي صلى الله عليه وسلم بحسبة بسيطة، يصلي العشاء، ثم يذهب لأهل بيته، وبمجرد أن يبدأ في النوم يجب عليه أن ينهض لقيام الليل، حتى تتورم قدماه، ثم يصلي الفجر، ثم يجلس يذكر ربه حتى شروق الشمس.

وفي شظف من العيش والدنيا مقبلة عليه وفي جهد وكد والمؤمنون يستروحون من حوله ظلال الأمن والراحة وفي نصب دائم لا ينقطع وفي صبر جميل على هذا كله، كان النبي صلى الله عليه وسلم يقيم الليل، عبادة لربه، ويرتل لقرآنه ويتبتل إلى الله، كما أمره أن يفعل وهو يناديه : ( يا أيها المزمل . قم الليل إلا قليلا . نصفه أو انقص منه قليلا ، أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا . إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا . إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأقوم قيلا . إن لك في النهار سبحا طويلا . واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا ، رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا . واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا ) .

فهكذا كانت حياة النبي وعبادته، صلى الله عليه وسلم وهكذا عاش في المعركة الدائبة المستمرة أكثر من عشرين عاما . لا يلهيه شأن عن شأن في خلال هذا الأمد . منذ أن سمع النداء العلوي الجليل وتلقى منه التكليف الرهيب.

عبادة النبي 


تورمت أقدام الرسول صلى الله عليه وسلم وطائفة من الذين معه، والله يعده ويعدهم بهذا القيام لما يعدهم له ! فنزل التخفيف ، ومعه التطمين بأنه اختيار الله لهم وفق علمه وحكمته بأعبائهم وتكاليفهم التي قدرها في علمه عليهم.

وتنتهي بلمسة الرفق والرحمة والتخفيف والتيسير . والتوجيه للطاعات والقربات ، والتلويح برحمة الله ومغفرته : ( إن الله غفور رحيم ) .
فالنبي صلى الله عليه وسلم يختلف في عبادته، عن الذي يعيش لنفسه ويعيش مستريحا، ولكنه يعيش صغيرا ويموت صغيرا . فأما الكبير الذي يحمل هذا العبء الكبير . . فماله والنوم ? وماله والراحة ? وماله والفراش الدافئ ، والعيش الهادئ ? والمتاع المريح.

عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حقيقة الأمر وقدره، فقال لخديجة - رضي الله عنها - وهي تدعوه أن يطمئن وينام : " مضى عهد النوم يا خديجة " !.

فانظر لحالك وانظر لحال النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخاطبه ربه ويقول الله تعالى له: يا أيها المتزمّل المتلفّف في ثيابه، قم للأمر العظيم الذي ينتظرك، قم للجهد والنصب، والكدّ والتعب، فقد مضى وقت الراحة، قم فشمّر عن ساعد الجد، وأحي الليل كلّه أو نصفه أو أقل قليلاً، بالصلاة والتضرع، والعبادة والتخشع، لتستعد لنفحاتنا القدسيّة، لأننا سنوحي إليك بهذا القرآن العظيم، الثقيل في الوزن العظيم في الأجر، الرصين في الجزالة والتعبير، فاقرأه بتدبر وتبصر في قيامك بالليل، ورتّله على مهل بخشوع وإنابة فإن قيام الليل بالصلاة، وقضاء ساعاته في الطاعة، أشدّ ثقلاً على النفس، وأرجى للقبول عند الله.

ولك يا محمد في النهار تقلباً طويلاً من مهامّك، فاجعل ناشئة الليل لعبادتك، واذكر اسم ربك لتستمدّ قوّتك منه، وانقطع لعبادته ولا تتوجّه لأحد سواه، فهو الناصر والمعين، وهو رب العزّة، ذو الجلال والإكرام الذي لا يخيب من التجأ إليه، فاجعله وكيلاً لك في جميع الأمور.
واصبر يا محمد على تكذيب قومك لك، وعن صدودهم وإعراضهم عن دعوتك، ولا تتعرضّ لهم ولا تقابلهم بمثل إساءتهم، واهجرهم بالحسنى حتى يجعل الله لك من أمرك فرجاً ومخرجاً، بالنصر عليهم ونصر الله قريب.

الكلمات المفتاحية

قيام الليل عبادة النبي عبادة كلف الله بها نبيه ولم يطقها أحد من البشر؟

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled حينما تتفكر في عبادة النبي صلى الله عليه وسلم تجد أن النبي كان يفعل ويكلف من ربه بما لم يطيقه البشر، فقد رق له قلب عائشة رضي الله عنها حينما وجدت تورد