التاريخ الإسلامي لاشك مليء بالإنجازات وبالمواقف التي نتفاخر بها حتى الآن، فقد كانت لنا الكلمة الأولى، واليد العليا في كل مكان، ولم يكن يجرؤ أحدهم على التفوه بما لا يستطيع تحمله، وإن حدث وتطاول أحدهم، فإن الرد كان دائمًا أقوى من أي تخيل.
وعلى الرغم أن الإسلام كان حديث عهد، وحتى المنطقة العربية برمتها كانت حديثة عهد في الدخول في حروب بهذا الشكل، لكن كأنهم ولدوا (مقاتلين)، ملأوا الدنيا سمعًا ببطولات لم يخلدها أو يخوضها غيرهم، فعاشوا في ذاكرة الأمة حتى الآن، وسيعيشون حتى قيام الساعة.. فمن منا قد ينسى خالد بن الوليد (سيف الله المسلول)، وأبوعبيدة بن الجراح، وحمزة بن عبدالمطلب، وغيرهم ممن نقشوا أسمائهم بحروف من نور يملأ أركان الدنيا كلها حتى الآن.
القائد أبي بكر
كثير منا أو أغلبنا لا يعرف عن سيدنا أبي بكر الصديق، سوى أنه كان صاحب النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم المقرب، ومسانده في رحلة الهجرة، لكن هناك جزءًا آخر من شخصيته تتمثل في كونه كان قائدًا فذًا ومحنكًا، فهو الذي قضى على الردة، وأخرج القوات بقيادة خالد بن الوليد لرفع كلمة الله في كل مكان.
ومن المواقف المشهودة لسيدنا أبي بكر، أنه يروى أنه حين هرقل الروم قولته المشهورة: "والله لأشفين أبابكر ألا يورد خيله إلى أرضنا مرة أخرى فجهز جيشًا قوامه ٢٥٠ ألفًا"، فهتف الخليفة أبوبكر وقال: "والله لأنسين الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد"، وبالفعل أمر خالد بالتوجه من العراق إلى الشام.. ثم أرسل أربعة جيوش إلى الشام:
1:ابوعبيدة بن الجراح (حمص)
2:عمرو بن العاص (فلسطين)
3:يزيد بن أبي سفيان (دمشق)
4:شرحبيل بن حسنة (الأردن)
وحسب تاريخ الطبري، وتاريخ دمشق لابن عساكر ، فقد وقعت معركة اليرموك بين المسلمين وعددهم ٣٠ ألف بقيادة خالد بن الوليد سيف الله المسلول وبين الروم وعددهم ٢٥٠ ألف بقيادة هرقل عظيم الروم في سنة 13 هجرية وكانت هزيمة ساحقة للروم.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهاقضية كبرى
التاريخ الإسلامي ليس قضية ترفيهية نتسلى برواية أحداثها في الأمسيات .. وإنما تاريخنا قضية كبرى نجحت قديمًا، وستنجح حاليًا رغم كل المكائد والمؤامرات التي تحاك.
ويروى التاريخ مشاهد عديدة من قوة ثباتنا وشكيمتنا تاريخيًا، ومن ذلك، أنه عندما اختلف معاوية بن أبي سفيان مع سيدنا على بن أبى طالب حول الخلافة أرسل هرقل قيصر الروم إلى معاوية خطابا يقول فيه (علمنا بما وقع بينكم و بين على بن أبى طالب، وإنا لنرى أنكم أحق منه بالخلافة ،فلو أمرتني أرسلت لك جيشا يأتون إليك برأس على) فرد عليه معاوية قائلاً: (من معاوية لهرقل: أخان تشاجرا فما بالك تدخل فيما بينهما إن لم تخرس أرسلت إليك بجيش أوله عندك وأخره عندي يأتونني برأسك أقدمها لعلي).
ويقال إن قيصر الروم أرسل نفس الرسالة لعلي بن أبي طالب فرد بمثل ما رد به معاوية من رفضٍ مطلق أن تطأ أقدام جيش الروم أرض الشام لدعمه، فهكذا كنا ومازلنا وسنظل جباهنا شامخة، ورؤوسنا مرفوعة، لا يستطيع أحدهم أن يستميلنا أبدًا.