أجمع أهل التجارب وأهل الفضل في الدين والراغبون في الجميل على أن أفضل ما اقتنى الرجل لنفسه في الدنيا، وأجلّ ما يدخر لها، هو لزوم الكرم ومعاشرة الكرام لأن الكرم يحسن الذكر ويشرف القدر.
وهو طباع ركبها الله في بني آدم فمن الناس من يكون أكرم من أبيه وربما كان الأب أكرم من ابنه وربما كان المملوك أكرم من مولاه ورب مولى أكرم من مملوكه.
وعن أبي هريرة قال قيل يا رسول الله أي الناس أكرم قال أكرمهم عند الله أتقاهم .
قالوا: ليس عن هذا نسألك قال: فعن معادن العرب تسألونني!
قالوا: نعم قال خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا.
حكم وآداب ثمينة:
1-قال الشعبي: إن كرام الناس أسرعهم مودة وأبطؤهم عداوة مثل الكوب من الفضة يبطء الانكسار ويسرع الانجبار وإن لئام الناس أبطؤهم مودة وأسرعهم عداوة مثل الكوب من الفخار يسرع الانكسار ويبطئ الانجبار.
2- وكان إبراهيم ابن أدهم كريم النفس يخالط الناس بأخلاقهم ويأكل معهم قال فربما اتخذ لهم الشواء والحلويات.. وربما خلا وأصحابه الذين يأنس بهم فيتصارعون قال.. وكان يعمل عمل رجلين وكان إذا صار إلى نفسه أكل عجينا.
3- وقال الصحابي زيد بن ثابت: ثلاث خصال لا تجتمع إلا في كريم (حسن المحضر واحتمال الزلة وقلة الملالة).
4- وقال أحد الحكماء: قال إن لكل شيء حياة وموتا وإن مما يحيى الكرم مواصلة الكرماء وإن مما يحيى اللؤم معاشرة اللئام.
5- وقال العابد أحمد بن أبي الحواري قال سمعت أبي يقول: ما من أحد إلا وله توبة إلا سيء الخلق فإنه لا يتوب من ذنب إلا دخل في شر منه.
اقرأ أيضا:
مواعظ مبكية بين عمر بن عبد العزيز والخليفة سليماناعرف الكثير عن الكريم:
قال الإمام أبو حاتم الدرامي: الكريم لا يكون حقودا ولا حسودا ولا شامتا ولا باغيا ولا ساهيا ولا لاهيا ولا فاجرا ولا فخورا ولا كاذبا ولا ملولا ولا يقطع إلفه ولا يؤذي إخوانه،ولا يجفو في الوداد يعطي من لا يرجو ويؤمن من لا يخاف ويعفو عن قدرة ويصل عن قطيعة.
ويقول أيضا: الكريم يلين إذا استعطف واللئيم يقسو إذا ألطف والكريم يجل الكرام ولا يهين اللئام ولا يؤذي العاقل ولا يمازح الأحمق ولا يعاشر الفاجر مؤثرا إخوانه على نفسه باذلا لهم ما ملك إذا اطلع على رغبة من أخ لم يدع مكافأتها وإذا عرف منه مودة لم ينظر في قلق العداوة.