يعد شهر رجب أول الشهر الحرم وهو شهر فرد وبرغم أهميته الكبيرة وكونه شهر الشرع الذي كالمقدمة لشهر رمضان أي يزرع فيه الخير الذي يسقى في شعبان لنحصده في رمضان، لكن ومع هذا فإن هناك من يزيد فيه امورا تدخل ضمن الابتداع في الدين.
ومن الأمور التي اخترعها البعض تخصيص ذلك بشهر رجب لا أصل ، ومن لبس الخاتم في شهر رجب على اعتقاد التقرب إلى الله بذلك ، أو أن لبسه في هذا الشهر له فضيلة معينة ، فقد ابتدع وأساء، فينبغي الحذر من كتابة شيء على الخاتم مما يُزعم أنه يجلب الحظ أو يدفع العين والحسد والجن ونحو ذلك، وعليه فإن أصل لبس الخاتم والنقش عليه لا حرج فيه ، والمحذور هو التقرب إلى الله بذلك أو تخصيص لبسه بوقت معين ، أو التبرك بالخاتم ، أو جعله تميمة.\
صلاة الرغائب في رجب:
ومن الأمور المحدثة في شهر رجب والتي يحرص عليها البعض ما يسمى بصلاة الرغائب من البدع المحدثة في شهر رجب ، وتكون في ليلة أول جمعة من رجب ، بين صلاتي المغرب والعشاء ، يسبقها صيام الخميس الذي هو أول خميس في رجب، وأول ما أُحدثت صلاة الرغائب ببيت المقدس ، بعد ثمانين وأربعمائة سنة للهجرة ، ولم ينقل أن النبي صلى الله عليه وسلم فعلها ، ولا أحد من أصحابه ، ولا القرون المفضلة ، ولا الأئمة ، وهذا وحده كافٍ في إثبات أنها بدعة مذمومة ، وليست سنة محمودة، وقد حذر منها العلماء، وذكروا أنها بدعة ضلالة .
احرص على هذه الأشياء في رجب:لكن المؤمن الواعي هو من يتمسك بما شرع الله في رجب وفي غيره من الأيام فليحرص المسلم على التنفل والصلاة والذكر التصدق وتجديد التوبة فوالله إن ترتيل سبع القرآن في تهجد قيام الليل ، مع المحافظة على النوافل الراتبة، والضحى، وتحية المسجد، مع الأذكار المأثورة الثابتة، والقول عند النوم واليقظة، ودبر المكتوبة والسحر، مع النظر في العلم النافع والاشتغال به مخلصا لله، مع الأمر بالمعروف، وإرشاد الجاهل وتفهيمه، وزجر الفاسق، ونحو ذلك، مع أداء الفرائض في جماعة بخشوع وطمأنينة وانكسار وإيمان، مع أداء الواجب، واجتناب الكبائر، وكثرة الدعاء والاستغفار، والصدقة وصلة الرحم، والتواضع، والإخلاص في جميع ذلك لشغل عظيم جسيم، ولمقام أصحاب اليمين ، وأولياء الله المتقين.
كما أن هناك أمورًا مختلف فيها في شهر رجب منها العتيرة.
العتيرة أو الرجبية:
والعتيرة هي ذبيحة كان يذبحها أهل الجاهلية في شهر رجب، وجعلوا ذلك سنة فيما بينهم كذبح الأضحية في عيد الأضحى. وقد اختلف العلماء في حكمها على عدة أقوال:
القول الأول: أنها سنة مستحبة، وهذا قول الإمام الشافعي رحمه الله، وأنها لا تستحب ولا تكره، وقال بهذا القول بعض الشافعية، وقيل إنها مكروهة، لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عنها، وقال بعضهم: هي حرام باطلة.