أخبار

أبلغ مواعظ الظلم.. ماذا تعرف عن كنوز قارون؟

أمي لا تقبل النصيحة.. هل دعاؤها علينا مستجاب رغم ظلمها؟

لماذا وضع الله قانون: "افعل ولا تفعل" وترك أمورًا لم يرد فيها "افعل ولا تفعل"؟ (الشعراوي يجيب)

هذه الأمور تساعدك على حب العبادة والتمسك بها

إذا كان لديك "أجيرًا.. عاملاً..أو خادمًا" هل تنبهت لهذه الأمور؟

صلاة تيسير الأمور.. هل وردت عن النبي.. وما كيفيتها؟

من أراد أن يتعرض لنفحات الله وتسهل له الأمور فليكثر الصلاة على رسول الله

لو حزين أو مكروب.. احرص على هذه الأدعية

كلنا يدعي "الرحمة".. فمن هو "الإنسان الرحيم"؟

الإيمان يزيد وينقص.. ما هي الأشياء التي تذهب بالإيمان فلا يعود؟

أخطرها فتنة النساء والمال.. كيف تتعامل مع الفتن وتنقذ نفسك منها؟

بقلم | أنس محمد | الاحد 30 يونيو 2024 - 10:50 ص

تضعف النفس البشرية أمام الشهوات والفتن في أحيان كثيرة، وإذا ضعفت النفس البشرية أمام الفتنة كان ذلك حجابا بينها وبين الله تعالى، ومن أشد الفتن على النفس فتنتان، أحدهما: فتنة النساء والثانية: فتنة المال.. فالأولى تهيم بصاحبها على وجهه وتجعله أسيرا لها وتحول بينه وبين ربه، وأما الثانية فهي تجعل صدره ضيقا مما أنعم الله عليه فلا يرضى بقضاء ولا يفرح بنعمة أنعم الله بها عليه.



فتن كقطع الليل المظلم




وقد حذر االنبي عليه الصلاة والسلام من خطورة هذه الفتن على إيمان المسلم، فقال صلى الله عليه وسلم: " تكونُ بينَ يديِ السَّاعةِ فِتَنٌ كقطَعِ اللَّيلِ المظلِمِ يصبِحُ الرَّجلُ فيها مؤمِنًا ويمسي كافِرًا ويمسي مؤمِنًا ويصبِحُ كافِرًا يبيعُ أقوامٌ دينَهم بعرَضٍ منَ الدُّنيا".



وورد من قول النبي صلى الله عليه وسلم في فتنة النساء: "ما تركت بعدي في الناس فتنة أضر على الرجال من النساء". متفق عليه.



وفي رواية عن أبي سعيد الخدري، قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بعد العصر، فصلى العصر يومئذ بنهار، فما ترك شيئا إلى يوم القيامة إلا ذكره في مقامه ذلك، حفظ من حفظ ونسي من نسي، ثم قال: «أَلا إِنَّ هَذِهِ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا، فَنَاظِرٌ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، أَلا فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ» (أخرجه مسلم).



والميل إلى النساء أمر فطري، في غريزة الإنسان، وما دام أنه في الحلال، وأنه لم يَصُدّ عن طاعة الله -عز وجل-، ولم يدفع إلى فِعْل محرم؛ فإنه أمرٌ لا يُعاب عليه الإنسان، بل هو مطلوب في غضّ البصر وتحصين الفرج وبقاء النسل والتَّقوِّي بذلك على طاعة الله -عز وجل- وقد قال -تعالى-: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ)[آل عمران:14].



 إلا أن من الخطر في فتنة النساء ما جعل سلف الأمة يخافها، فهذا معاذ بن جبل -رضي الله عنه- يقول: "ابتليتم بفتنة الضراء فصبرتم، وستبتلون بفتنة السراء، وأخوف ما أخاف عليكم فتنة النساء إذا تسورن الذهب، ولبسن رباط الشام، وعصب اليمن، فأتعبن الغني وكلفن الفقير ما لا يجد".



 وهذا يونس بن عبيد يقول: "ثلاثة احفظوهن عني؛ لا يدخل أحدكم على سلطان يقرأ عليه القرآن، ولا يخلون أحدكم مع امرأة يقرأ عليها القرآن، ولا يمكن أحدكم سمعه من أصحاب الأهواء".



والمرأة لا تكون فتنة إلا إذا هتكت سترها، ونزعت حجابها، وأسقطت جلبابها، وتكسرت في مشيتها، وخضعت في قولها، وتساهلت في حيائها.



 ذلك لأن المرأة من طبعها استهواء الرجل والسيطرة على مشاعره وامتلاك حسّه وعقله، وفي سبيل إغوائه ولفت نظره إليها قد تصنع من ألوان الفتن ما يجر إلى المنكر.



وحرّم الشرع الزنا، وسدّ كل طريق موصّل إليه؛ فحرّم النظر إلى المرأة الأجنبية والخلوة بها والدخول عليها ومصافحتها، وألزم المرأة بالحجاب الشرعي، ومنعها من أن تخرج متطيبة متعطرة، ومنعها من الخضوع بالقول فجعل بين المؤمن وبين الفاحشة أسواراً عظيمة وأبواباً منيعة، فإذا التزم المسلم بشرع الله -عز وجل- ووقف عند حدوده فهو في حصن حصين من هذه الفتنة.



وأما فتنة المال فقد قال الله تعالى فيها: ﴿ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [التغابن: 15].



والمال من الفتن العظيمة التي يُبتلى بها المؤمن، والقليل من الناس من يصبر عليها، روى الإمام أحمد في مسنده من حديث عياض بن حمار رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةً، وإن فتنة أمتي الْمالُ».



وقال الإمام أحمد بن حنبل: «ابتلينا بالضراء فصبرنا، وابتلينا بالسراء فلم نصبر» يقصد بالسراء المال.



 والعبد يُسأل عن ماله يوم القيامة ماذا عمل فيه؟. روى الترمذي في سننه من حديث أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه» .





روشتة نبوية للنجاة من الفتن



مجرد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم للفتنة يخفف منها، إذ القاعدة المستقرة عند جميع العقلاء أن «الحكم على الشيء فرع عن تصوره».



فتصور الفتنة والتأمل فيها من خلال حديث سيد الخلق عليه الصلاة والسلام عنها يؤدي إلى فهمها واستيعابها، ومن ثم إمكانية الإحاطة بها من كل جانب؛ تمهيدا لوأدها ودفعها بفضل من الله من بداية ظهورها.



انظروا إلى الوصف الدقيق للفتن وما تولده من آفات مدمرة في حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى اللهعليه وسلم قال: «بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا» (أخرجه مسلم).



فيضع رسول الله صلى الله عليه وسلم مثالا حسيا لمدى البلاء والشقاء الذي تحدثه هذه الفتن، فهي كسواد الليل الذي لا يرى الإنسان بسببه شيئا، ثم إن هذا السواد سيبقى يلاحق الناس في أزمنة وأمكنة متوالية، لا يكاد المرء يخرج من مرحلة منها في زمان إلا وعادت تستقبله في الزمان الذي بعده، ولا يكاد المرء يستطيع أن يفر منها في مكان إلا وأصابته في المكان الذي فر إليه.



ويخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هناك من سيسقط في الفتنة فـ«يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا».



لذلك كانت نصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته أن يبادروا بالأعمال الصالحات التي تجعلهم في حالة نورانية تتجاوز بهم هجمة الفتن بظلامها المحيط والمتعاقب.



هذا النصح المرتبط بالوصف بحد ذاته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفف من حدة الفتنة، لأنه يؤدي إلى الإحاطة بها واحتوائها في نهاية الأمر.



وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ، يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ»، قيل: وما الرويبضة؟ قال: «الرَّجُلُ التَّافِهُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ».



أيضا هذا الحديث فيه وصف يؤدي إلى الإحاطة والاحتواء.

وهكذا كل أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتن مجرد الوصف يفيد في الاستيعاب والاحتواء، ومن ثم دفع الفتنة واجتنابها والنجاة منها.



الكلمات المفتاحية

فتن كقطع الليل المظلم كيف تتعامل مع الفتن وتنقذ نفسك منها؟ ضعف النفس البشرية أمام الشهوات

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled تضعف النفس البشرية أمام الشهوات والفتن في أحيان كثيرة، وإذا ضعفت النفس البشرية أمام الفتنة كان ذلك حجابا بينها وبين الله تعالى، ومن أشد الفتن على النف