عزيزي المسلم، أوتدري أن هناك عهدًا تعهده الله عز وجل علينا، ومن ثم فإذا التزمنا به أدخلنا سبحانه وتعالى برحمته جنته، بينما إن لم نلتزم، كانت النتيجة كارثية، أوتعلم ما هو هذا العهد؟.. إنه الصلاة، ولا شيء غيرها.

عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله عليه وسلم يقول: «خَمْسُ صَلَوَاتٍ افْتَرَضَهُنَّ اللَّهُ تَعَالَى، مَنْ أَحْسَنَ وُضُوءَهُنَّ، وَصَلَّاهُنَّ لِوَقْتِهِنَّ، وَأَتَمَّ رُكُوعَهُنَّ وَخُشُوعَهُنَّ، كَانَ لَهُ عَلَى اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ، وَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ، فَلَيْسَ لَهُ عَلَى اللَّهِ عَهْدٌ، إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ، وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ».

والمراد بالعهد، أن العبد إذ قام وصلى، فحمد الله عز وجل وأثنى عليه سبحانه وتعالى، ومجده بالذي هو له أهل، وفرغ قلبه لله عز وجل، إلا انصرف من خطيئته مهما كانت، وعاد كيوم ولدته أمه.

بيننا وبينهم

الصلاة هي الركن الثاني في الإسلام بعد الشهادتين، أي أنه بمجرد الدخول في الإسلام، يجب على المسلم إتيانها، ولا يحق له تركها بأي حال من الأحوال، فحتى المريض يصلي قاعدًا أو جالسًا أو حتى نائمًا إن كان لا يستطيع، وربما حتى يحرك أحد أصابعه، إن كان عاجزًا بالكلية، إذن هي لا تسقط أبدًا مهما كانت الظروف.

عن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر»، فأي شأن عظيم تتمتع به الصَّلاة في الإسلام؟، بالتأكيد دور عظيم وكبير، فهي الصلة بين العبد وربه، وليست طقسًا مجردًا نفعله لأنه قد طلب منا فعله، ولكن لأنّ خيارنا في الحياة بوصفنا مسلمين يتطلب منا اتصالاً مباشرًا ومستمرًا بمنبع الرؤية التي ارتضاها لنا الإله دينًا نتعبد به إليه.

اقرأ أيضا:

في هذه الأحوال ستشعر بقيمة النعمة؟.. كيف تدخر منها قبل زوالها

الخط الساخن

الصلاة لاشك هي الخط الساخن بيننا وبين السماء، ليتلقى العبد من السماء تعاليمَها القدسية، ويقيم في الأرض مملكة تتسق ومعايير السماء، لذلك فقد أمر الله بالمحافظة على هذه الصلوات فقال: « حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ » (البقرة: 238)، وأمر الله سبحانه وتعالى أيضًا بأداء هذه الصلاة في أوقات معينة، وحذر من إخراجها عن وقتها، فقال سبحانه: « فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ » (الماعون: 4، 5).

فالصلاة لاشك هي حياة القلوب، والميثاق والعهد بين الإنسان وبين ربه، وبالتالي يوم يتركها المرء أو يتهاون بها يدركه الخذلان وتناله اللعنة، وينقطع عنه مدد رب العالمين، فعلينا يا عباد الله إذا أردنا أن نستجلب السعادة والتوفيق في الدنيا والآخرة أن نحافظ على عهد الله في هذه الصلاة، وأن نتواصى بها، وأن نأمر بها من تحت أيدينا، وأن نعمر المساجد بحضورنا وأبنائنا بدءًا من سن السابعة كما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم.