لجنة الفتوي بمجمع البحوث الإسلامية ردت علي هذا التساؤل قائلة : إن السواك من السنن النبوية الثابتة التي ورد في فضلها والحث عليها أحاديث كثيرة : منها ما روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي أَوْ عَلَى النَّاسِ لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صَلاةٍ) )
واستدلت اللجنة في فتواها المنشورة علي الصفحة الرسمية لها علي مجمع البحوث الإسلامية علي شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك " بما رواه النسائي عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ ، مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ "
وبحسب هذه الفتوي تشمل هذه الأحاديث تشم كلَّ آلةٍ يتم بها تنظيف الأسنان ، إذا تحقَّق بها المقصود ، ونوى السنة بذلك ، وسواء تم ذلك بعود الأراك ، أو عود الزيتون ، أو النخيل أو فرشاة الأسنان حيث يتحقق بها دَلْك الأسنان وتنظيفها.
ودللت علي تساوي هذا الثواب بين فراشاة الاسنان وأي نوع من السواك بالقول : أن كلمة "السواك" في أصل معناها اللغوي تطلق على عملية "دلك الأسنان" بغض النظر عن الآلة التي تستعمل في ذلك ، كما نص على ذلك ابن الأثير و غيره.
بل أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقتصرعلى " عود الأراك " ، بل كان يتسوك به - وهو الغالب - وبغيره أيضا.كما رواه البخاري عن عائشة في استعماله صلى الله عليه و سلم سواكاً
من الجريد.
وأشارت الفتوي إلي أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما أمر بالسواك لم يحدد لأصحابه شجرة معينة تؤخذ منه ، وكانت العرب تستاك بأشياء كثيرة، و لذا قال الفقهاء به:
وفي هذا السياق قال ابن عبد البر الفقيه المالكي : " وَكَانَ سِوَاكُ الْقَوْمِ : الْأَرَاكَ ، وَالْبَشَامَ ، وَكُلَّ مَا يَجْلُو الْأَسْنَانَ وَلَا يُؤْذِيهَا وَيُطَيِّبُ نَكْهَةَ الفم : فجائز الاستنان به "وقال النووي : " وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَسْتَاكَ بِعُودٍ من أراك ، وبأي شئ اسْتَاكَ ، مِمَّا يُزِيلُ التَّغَيُّرَ : حَصَلَ السِّوَاكُ ، كَالْخِرْقَةِ الْخَشِنَةِ ".
ولم يقل أحد من أهل العلم ، فيما نعلم ، إن السواك قاصر على "عود الأراك".
وكانت دار الإفتاء قد ردت علي تساؤل حول ما حكم الشرع في استعمال السواك بالقول أن الأصل أن استعمال السواك مستحب في كل الأحوال؛ لحديث عائشة -رضي الله عليها- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ» أخرجه البخاري تعليقًا، وأخرجه ابن ماجه والنسائي.
وووفقا لفتوي الدار فقد ورد عن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ" متفق عليه.
اقرأ أيضا:
أتنازل عن بعض حقوقي لزوجتي حتى لا أشعرها بأنها أسيرة .. ما الحكم؟ولفتت الدار إلي أن استعمال السواك يكون في خمسة أحوال أشد استحبابًا: عِنْدَ الْقِيَامِ إلَى الصَّلاةِ، وعِنْدَ اصْفِرَارِ الأَسْنَانِ، وعِنْدَ الْوُضُوءِ، وعِنْدَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، وعِنْدَ تَغَيُّرِ الْفَمِ, وَتَغَيُّرُهُ قَدْ يَكُونُ بِالنَّوْمِ، وَقَدْ يَكُونُ بِأَكْلِ مَا لَهُ رَائِحَةٌ كَرِيهَةٌ, وَقَدْ يَكُونُ بِتَرْكِ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ, وَبِطُولِ السُّكُوتِ, وقد يحصل بكثرة الكلام أيضا، والله تعالى أعلم.