تقع الكثير من النساء في شرك ما نصب لها من أفخاخ بعض أعداء الإسلام، من المطالبة بحرية المرأة، تحت ستار الطعن في الإسلام والزعم كيدًا له بأنه ضد المرأة، وأنه لم يهتم بها على الرغم من مئات الآيات التي تتحدث عن النساء فقط في القرآن، كما أن المرأة تُطحن ظلماً بين من يزعمون إنصافها بإبعادها عن موقعها الذي رسمه الإسلام لها وأقامها الله عليه، خدمة لأعداء الإسلام، فيظلمون المرأة باسم الدين ويرددون عبارات فسروها جهلا وكيدا وعداوة، مثل: "الرجال قوامون على النساء" و"النساء ناقصات عقل ودين" و"ليس الذكر كالأنثى" وآيات الميراث والشهادة وغيرها.
الأمر الذي غرر بكثير من النساء، وخرج بهن من حرية المرأة وصيانتها والحفاظ عليها وصون كرامتها، وستر جسدها وعفتها، إلى تحويل النساء إلى سوق من النخاسة بعبارات براقة، خدعت المرأة وزينت لها أن جسدها العاري هو سلاحها من أجل نيل حريتها، فما حصدت من هذا الجسد العاري إلا أن تحولت لمجرد دمية جنسية يشتهيها الرجال، بأموالهم، ويستعرضون بها في محافلهم وحفلاتهم الماجنة.
الإسلام وحرية المرأة
فقد ضمن الإسلام الحرية المطلقة للمرأة في إطار العبودية لله، وخلصها من تجار الجنس والرقيق، الذين يعملون الآن على استغلال جسدها في ترويج بضائعهم، من خلال تفلّتها من قيم الأخلاق والحياء وانصياعها وراء صيحات الموضة متجردة من كيانها وتميزها لتكون عبدة لهذه المفاهيم الزائفة، حتى أصبحت مجرد جسد يتم بيعه وتسويقه في الإعلانات والأفلام والمحافل اللاأخلاقية.
وبهذا الفخ الشيطاني استعادت زبانية جهنم رق واستعباد المرأة بعد أن حررها الله بالإسلام، فإذا نظرنا إلى حال المرأة قبل الإسلام؛ علمنا تكريم الإسلام للمرأة؛ فالمرأة قبل الإسلام كانت محتقرة مهانة، حتى سموها رجساً من عمل الشيطان، وكانت عندهم مجرد متاع، تباع وتشترى في الأسواق؛ مسلوبة الحقوق، محرومة من حق الميراث وحق التصرف في المال، ليس لها من أمرها إلا أن تخلع ثيابها لمن يشتريها ويسترقها.
الأمر الذي حاربه الإسلام، فحرر المرأة تحريرًا كاملاً، وجعل لها الحق في أن تكون شريفة لها حصانة من فوق سبع سموات، من يجرؤ على مسها بغير ما استحل من فرجها برضاها على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فقد أمر الله بقتله، لتكون المرأة الجنس الوحيد الذي تزهق من أجل الحفاظ عليه الأرواح.
إلا أن أعداء الإسلام وبعد أن تعرفوا على أماكن القوة ومواطن الضعف في شخصية المسلمين، وعملوا بمكر ودهاء وخبث؛ وعلموا أن المرأة من أعظم أسباب القوة في المجتمع الإسلامي، وعلموا أنها سلاح ذو حدين، وأنها قابلة لأن تكون أخطر أسلحة الفتنة والتدمير، فكان لها النصيب الأكبر من حجم المؤامرات الكثيرة، التي نجحت من خلال دعاوى خبيثة استغلت فيها أصحاب النفوس الضعيفة التي تطالب بجسد المراة مجددا تحت شعار الحرية.
وهو ما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: "إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون؛ فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء"
وعن أسامة بن زيد وسعيد بن زيد رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال: "ما تركت بعدي في الناس فتنة أضر عل الرجال من النساء"
اقرأ أيضا:
متى ينفرد بك الشيطان وكيف تؤمن دفاعاتك حتى لا يسجل أهدافًا فيك؟تكريم المرأة
وكرم الإسلام المرأة أما وزوجة وبنتاً، و أعطاها حقوقها كاملة، مما لم تحصل عليه امرأة فى غير الإسلام، فالمرأة قبل الإسلام من كائن يحتقره العرب، ويتاجر بجسده الغرب، وهي عندهم كسقط المتاع، تباع وتشترى في الأسواق؛ مسلوبة الحقوق، محرومة من حق الميراث وحق التصرف في المال إلى غير ذلك من الذل والمهانة، إلى امرأة تتفوق في حقوقها على الرجال، بل حق لها أن تجيش لها الجيوش صيانة لعفتها ودفاعا عن شرفها.
ونذكر في ذلك المرأة التي أسرت في جيوش الروم، ونادت بصوتها على الخليفة المعتصم: "وامعتصمااااه"، فعرف بذلك الخليفة المعتصم، فأرسل جيشا هائلا لتحرير هذه المرأة"
فبعدما أشرق نور الإسلام، رفع عن المرأة ما أحيطت به من الآصار والأغلال، بل رفع مكانها وأعلى منزلتها فجعلها قسيمة الرجل، لها ما لها من الحقوق وعليها من الواجبات ما يلائم تكوينها وفطرتها وعلى الرجل بما اختص به من الرجولة والقوة والجلد وبسطة اليد أن يلي رياستها، قال تعالى:(وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ) [البقرة: 228]. وتلك هي درجة الرعاية والحياطة، لا يتجاوزها إلى قهر النفس وجحود الحق.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما النساء شقائق الرجال".
وساوى الإسلام بين الرجل والمرأة في جزاء الآخرة، قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النحل:97].
و أتت أسماء بنت يزيد بن السكن رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: إنى يا رسول الله رسول من ورائي من جماعة نساء المسلمين كلهن يقلن بقولي وعلى مثل رأيي، إن الله بعثك إلى الرجال والنساء؛ فآمنا بك، واتبعناك، ونحن معشر النساء مقصورات مخدورات قواعد في البيوت، وإن الرجال فضلوا بالجمعات وشهود الجنائز والجهاد، وإذا خرجوا للجهاد؛ حفظنا لهم أموالهم، وربينا أولادهم؛ أفنشاركهم في الأجر يا رسول الله؟ فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه إلى أصحابه، وقال: "هل رأيتم امرأة أعظم سؤالاً منها"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لها: "انصرفي يا أسماء! وأعلمي من وراءك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها، وطلبها لمرضاته، واتباعها لموافقته؛ يعدل كل ما ذكرت للرجال" فانصرفت أسماء وهي تهلل وتكبر استبشاراً بما قاله النبي صلى الله عليه وسلم.
إلا أن المرأة في هذه الأيام، وقعت في فخ أعداء المسلمين، بعد أن أعجبن بحال نساء الغرب، من الاستعراض بأجسادهن وتبرجهن، فعادت بنفسها إلى الاسترقاق والعبودية لغير الله مرة أخرى، وتحولت لمجرد سلعة من خلال جسدها العاري، ليس لها حقوق في أي شيئ غير الذي انخدعت له وهي أن تكون عارية يشاهدها الرجال، ويشتهونها جسمها فقط، فجرت نفسها إلى الهاوية، وقد أخبر صلى الله عليه وسلم بمصير من تعمل ذلك من النساء:فعن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر؛ يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا".