لا يقبل الله الأعمال التي تقع من بعض الناس رغبة في الشهر والثناء ورياء الناس، فإخلاص النية له شرط في قبول العمل ومن ثم فالرياء من أخطر أمراض القلب، ومحبط للعمل.
التحذير من الرياء:
وقد جاءت الكثير من النصوص تحذر من هذا الداء الخطير، يقول أبو حامد الغزالي رحمه الله: أن الرياء محبط للأعمال وسبب للمقت عند الله تعالى وأنه من كبائر المهلكات وما هذا وصفه فجدير بالتشمير عن ساق الجد في إزالته ولو بالمجاهدة وتحمل المشاق فلا شفاء إلا في شرب الأدوية المرة البشعة وهذه مجاهدة يضطر إليها العباد كلهم.
التخلص من الرياء:
وقد ذكرت اللجنة العلمية لإسلام ويب عدة أمور للتخلص من الرياء، منها:
-العلم بما يعقبه الرياء من العار والمذمة في الدنيا والآخرة فمن علم عاقبة الرياء وأنه يورث الفضيحة على رؤوس الأشهاد يوم القيامة فمن راءى راءى الله به ومن سمع سمع الله به كما ثبت في الحديث، فإنه يسهل عليه دفع الرياء عن قلبه.
-أن يعلم أن إرضاء جميع الناس من الأمور الممتنعة، وأن الذي ينفعه هو أن يجعل الهموم كلها هما واحداً فلا يكون له مقصد إلا مرضاة ربه تعالى.
-أن يعلم أن الخلق كلهم عبيد مربوبون لا يفيده مدحهم شيئاً ولا يضره ذمهم شيئاً، بل هم مثله مفتقرون إلى الله تعالى في تحصيل مصالحهم ودفع الضر عنهم، والله وحده هو الذي يزين مدحه ويشين ذمه كما قال الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم: إن مدحي زين وإن ذمي شين، فقال: ذاك الله عز وجل.
- أن يستحضر الآخرة وما أعده الله فيها من الثواب للمصلين وأن يعلم أنه لا سبيل إلى تحصيله إلا بتجنب ضده وهو الرياء المذموم.
- أن يحرص على إخفاء ما بالعبد مندوحة عن إظهاره من العمل، فيحرص المسلم على أن تكون صلاته النافلة في بيته ما أمكن، ويحرص على إخفاء غير الصلاة من العبادات التي لم يندبه الشرع إلى إظهارها ولهذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أفضل صلاة الرجل في بيته إلا المكتوبة، وكان من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه.. والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
- لزوم باب التضرع والإكثار من اللجوء إلى الله تعالى ودعائه أن يصرف هذه الآفة الماحقة عن القلب، وبخاصة هذا الدعاء الجليل الذي علمنا إياه النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئاً نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه. رواه أحمد في مسنده، وقد كان من دعاء عمر رضي الله عنه: اللهم اجعل عملي كله صالحاً واجعله لوجهك خالصاً ولا تجعل لأحد فيه شيئاً. ذكره عنه ابن القيم في الجواب الكافي.