تعرف على مصير الأطفال الذين يموتون صغارًا.. وهل يشفعون لآبائهم؟
الجواب:
تبين لجنة الفتوى بإسلام ويب أنه قد دلت الأدلة من السنة الصحيحة على أن أطفال المسلمين في الجنة، منها ما رواه أحمد والحاكم والبيهقي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أطفال المؤمنين في جبل في الجنة يكفلهم إبراهيم وسارة حتى يردهم إلى آبائهم يوم القيامة، وقد نقل غير واحد من أهل العلم الإجماع على أن أطفال المسلمين في الجنة.
ونقلت اللجنة قول شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى: وأطفال المسلمين في الجنة إجماعا، وقد قال الإمام النووي رحمه الله: أجمع من يعتد به من علماء المسلمين على أن من مات من أطفال المسلمين فهو من أهل الجنة.
وتضيف: أطفال المسلمين الذين يموتون صغارًا يشفعون لآبائهم يوم القيامة في دخول الجنة، لقوله صلى الله عليه وسلم: يقال لهم: ادخلوا الجنة فيقولون: حتى يدخل آباؤنا، فيقال: ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم. رواه النسائي وغيره.
وتوضح أما أطفال المشركين فقد اختلفت فيهم أقوال أهل العلم، فقال بعضهم: يمتحنون يوم القيامة فمن أطاع دخل الجنة، ومن عصى دخل النار، وقال آخرون: هم في النار مع آبائهم. وقال آخرون: هم في الجنة، ولعل هذا أقرب الأقوال، لقوله صلى الله عليه وسلم لما أخبر أنه رأى إبراهيم وحوله من مات من الأولاد على الفطرة قالوا: وأولاد المشركين، قال: وأولاد المشركين. والحديث رواه البخاري؛ ولقوله صلى الله عليه وسلم: أولاد المشركين خدم أهل الجنة. رواه أبو داود الطيالسي عن سمرة وعن أنس وصححه الألباني.
قال النووي رحمه الله بعد أن حكى أقوال العلماء فيهم: والثالث وهو الصحيح الذي ذهب إليه المحققون أنهم من أهل الجنة، ويستدل له بأشياء منها حديث إبراهيم الخليل حين رآه النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة وحوله أولاد الناس، قالوا يا رسول الله: وأولاد المشركين؟ قال: وأولاد المشركين. رواه البخاري في صحيحه. ومنها قوله تعالى: [وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا] (الإسراء: 15).
وهذا القول اختاره البخاري أيضا، إلا أن أولاد المشركين لا يشفعون لآبائهم، قال الله تعالى عن المشركين: [فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ] (المدثر: 48).