مرحبًا بك يا عزيزتي..
أحييك لدرايتك بذاتك ووعيك بنفسك وما يدور في داخلك، وما يضايقك، ويقلقك على نفسك، وتعبيرك عما شعرت به من ألم جراء هذا كله، فهذا الوعي هو بداية الطريق للقرب من الذات، والتعرف عليها ومن ثم التعامل بشكل صحي معها.
علاقتك بصديقاتك الضاغطة هذه تحتاج منك للتدرب على التعبير بالكلمات والجمل عن مشاعرك بألوانها المختلفة، خاصة مع من تشعرين معهم بالأمان، فلا تتحرجي أبدًا من التعبير عن حزنك، فرحك، غضبك، خوفك، إلخ، فعدم التعبير عن المشاعر يبعد الناس عنا والعكس صحيح، لذا ابدأي أنت بهذا التغيير ولا تنتظري أن يشجعك أحد على التعبير عن مشاعرك.
كذلك أنت في حاجة يا عزيزتي للعناية بذاتك، والتعاون مع الجزء الذي يسعى لإسعادك، وذلك باكتشاف ذاتك وتنمية مهاراتك، والقيام بالأنشطة التي تحبينها، والاستمتاع بصحبة الأقران من يتاركون معك هذه الأنشطة والهوايات، والاهتمام بممارسة تمارين الاسترخاء، والتنفس، ذلك كله سيقربك أكثر من نفسك، وسيشعرك بمتعة الصحبة معها، ومن ثم ستقبلين على الحياة بكل مباهجها وسيزول عنك كل اضطراب متعلق بالنوم والأكل تدريجيًا، وهكذا يا عزيزتي فإصلاح علاقاتنا مع من حولنا تبدأ من إصلاح علاقاتنا مع ذواتنا، فامض في هذا الطريق للتغيير وسيوفقك الله، ولا تجعلي "الثانوية العامة" عائقًا، صحيح أنها مرحلة صعبة وضاغطة ولكن تعافيك النفسي أهم وما سيعينك على النجاح الدراسي، ودمت بكل خير ووعي وسكينة .