احذر من مؤامرة إبليس عليك، إذ يوهمك أنك تنافق نفسك، إذا استمريت على المعصية وفي ذات الوقت تحاول أن تؤدي الصلاة، فتقول لنفسك: «ما الفائدة أن أصلي وأنا أفعل كذا وكذا سأكون منافقًا إذن».
ولكن، إياك أن تتوقف عن فعل الطاعات بحجة أنك لا تستطيع التوقف عن فعل المعصية، وتشعر أنك تنافق مع نفسك، فإن لم تستطع التوقف عن فعل المعصية، فعلى الأقل لا تتوقف عن الاستغفار والطاعات.
واحذر من (تلبيس إبليس)، أي أنه يجعل الأمور تتلبس معك فلا تعي الحقيقة أين، ولا الفائدة أين، ولكن الحقيقة والفائدة كلها في إتيان الطاعات، وتأكد وتيقن أن يومًا سيأتي وينصرك الله عز وجل على معاصيك وذنوبك، وستعود كيوم ولدتك أمك، أوتدري لماذا؟.. لأنك اخترت طريق الله.
ألاعيب الشيطان
ألاعيب الشيطان متعددة وبمليون وجه ووجه، لكن كل ألاعيبه هذه لا يمكن لها أن تقع فيها مادمت قائمًا في رحاب الله عز وجل، ومادمت محافظًا على الصلاة المفروضة، وعلى الاستغفار، فالله سيحرصك منها لاشك، وإياك أن تصدق في أن هناك شيطانا قد يعظ، أو أن ينصحك.
تأكد أنه خبيث ويريد كل الضرر منك، فكن أنت الناصح الفاهم الواعي، واختر طريق الله تنجو، فالشيطان الواعظ وأعوانه يدركون حقيقة الخبث في أنفسهم، فيعملون على تطهير الأجواء المحيطة من سمومهم، وذلك عن طريق تكرار استخدام المؤكدات المتلاحقة، كالقسم.
مثال ذلك قوله تعالى: « وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ » (الأعراف: 21)، وقوله تعالى عن إخوة يوسف: « وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ » (يوسف: 119، فإياك أن تقع في هذه الحيل، وكن عاقلاً تعي كل هذه الألاعيب.
اقرأ أيضا:
رأس المال الحقيقي.. تفسير سورة العصر وبائع الثلج المسكين!الصلاة - الصلاة
عزيزي المسلم، الصلاة - الصلاة، إياك أن تغفل عنها ولو لمرة واحدة، فإنها دافعك للحماية من ألاعيب إبليس وتلبيسه، فكيف بعبد لجأ إلى الله ليأويه، إلا أن يجد عند الله كل المأوى والحماية، بينما من ابتعد عن طريق الله عز وجل -والعياذ بالله- لاشك كان فريسة سهلة جدًا لإبليس وأعوانه.
فعن الشيطان يقول المولى سبحانه وتعالى: « قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ » (ص: 82)، فهو مكر الليل والنهار، وتدبير السر والخفاء، ولكن ليس كل العباد، لأنه لا يستطيع التقرب من العباد المؤمنين، قال تعالى: «إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ»، فكن من عباد الله المخلصين، تنجو من ألاعيب وتلبيس إبليس.