إكرام الضيف.. وصفة نبوية لتطهير المنزل من الموبقات والأمراض
بقلم |
عمر نبيل |
الجمعة 11 فبراير 2022 - 02:32 م
الكثير من النساء يرهقن أنفسهن في البحث عن طرق تطهير المنزل من الموبقات والشوائب، لكن هناك وصفة لا تخيب أبدًا، وهي إكرام الضيف.. فبمجرد أن تقدمي له كوبًا من العصير، بنية الكرم وتأسيًا بسنة خير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، الذي قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت».. فجربي هذه الطريقة عزيزتي المسلمة وسترين الفرق.
واجب الضيافة
فحينما يأتي إلى منزلك ضيفًا ما، قدمي له كوبًا من العصير، على أن تكون النية صادقة لله عز وجل، ثم أنه حينما يهم الضيف بالخروج فإنه سيأخذ معه كل ذنوبك، فيما يخرج مع حذائه سبعون مرضًا من أهل البيت.
وبالتالي إذا جاءك ضيف ما، قدمي له كل ما تستطيعين تقديمه، وكوني كريمة أجود ما يكون، وتعاملي معه على أنه كنز ثمين أتى لينقذك من كم كبير جدًا من الأمراض "أذى ومرض وحقد وشر وسحر وعين ونكد وحزن ".
لكن ماذا لو كان الضيف ذاته حاقدًا؟
إياك أن تشغل نفسك بأخلاق الضيف، فقط انشغل بكرمك وما تقدمه له، واعلم أن نبي الله إبراهيم عليه السلام حينما كان يمر على عليه ثلاث أيام ولا يدخل عليه ضيف، كان يتصور أن الله غضبان عليه، ويظل يعزي نفسه، حتى أنه حينما جاءه الملائكة لهلاك قوم نبي الله لوط عليه السلام، قدم لهم كرم الضيافة على أكمل ما يكون، قال تعالى: «وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلاماً قَالَ سَلامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ».
حق الضيف
للضيف حق على المضيف، إذ يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم : « ليلة الضيف حق على كل مسلم، فمن أصبح بفنائه فهو عليه دين، إن شاء اقتضى وإن شاء ترك».
كما أن إكرام الضيف سبب لنيل التوفيق من الله وتجنب الخزي: ففي حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن خديجة طمأنت النبي صلى الله عليه وسلم، وأقسمت أن لا يخزيه الله أبدا لأجل اتصافه بمكارم الأخلاق، ومنها إكرام الضيف: فقد قالت له: « كلا، أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا، فوالله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق».
وعن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إني مجهود، فأرسل إلى بعض نسائه، فقالت: والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء، ثم أرسل إلى أخرى، فقالت مثل ذلك، حتى قلن كلهن مثل ذلك: لا والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من يضيف هذا الليلة؟ فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله، فانطلق به إلى رحله، فقال لامرأته: أكرمي ضيف رسول الله، وفي رواية قال لامرأته: هل عندك شيء؟ فقالت: لا، إلا قوت صبياني، قال: فعلليهم بشيء وإذا أرادوا العشاء فنوميهم، وإذا دخل ضيفنا فأطفئي السراج، وأريه أنا نأكل، فقعدوا وأكل الضيف وباتا طاويين، فلما أصبح غدا على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:« لقد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة».