جميعنا نتمنى لو أن الله يقربنا إليه، ويسترنا في الدنيا بين خلقه، ويوم العرض بين يديه، لكن مؤكد هناك طرق لذلك، وهي باختصار (السير على ما جاء به نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم).
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله يدُني المؤمن فيضع عليه كَنَفَهُ ويسترهُ فيقول أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم أي رب حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه هلك قال: سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم فيعطى كتاب حسناته، وأما الكافر والمنافق فيقول الأشهاد: هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين».
الله يناجيك
بينما كان ابن عمر يمشي إذ قابله رجل فقال له ماذا سمعت من رسول الله في النجوى بين العبد وربه يوم القيامة؟ فقال ابن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الحديث «نعم» موقفان رهيبان يحدث عنهما ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أما الأول فإن الله يقرب العبد المؤمن ويحيطه بسياج من الحفظ ويستره عن أهل الموقف ويسر له أتذكر ذنب كذا الذي فعلته يوم كذا في مكان كذا؟ فيرتجف المؤمن ويطرق خجلاً ويقول نعم يا رب اذكر فيقول الله تعالى ألا تذكر ذنب كذا؟.. فيزداد الخوف وينخلع القلب وهو يقول نعم يا رب اذكر، وهكذا يعدد الله لعبده المؤمن الذنوب ويقر العبد بها في اضطراب وتمضي عليه فترة رهيبة يعتقد فيها أنه سيعذب بذنوبه لا محالة وإنه هالك بما اقترفت يداه وإذا البشرى من الغفور الرحيم تناجيه عبدي سترتها عليك في الدنيا واغفرها لك اليوم، أعطوه يا ملائكتي كتاب حسناته وامضوا به إلى الجنة.
اقرأ أيضا:
العمل في الدنيا 4 أنواع بحسب نيتك ..اعرف مدى إخلاصك حتى يرضى عنك ربكخير التجارة
لكن عزيزي المسلم، اعلم يقينًا أنك لن تصل إلى هذه المرتبة، إلا بالتجارة مع الله في الدنيا، بأن تقدم آخرتك على دنياك، يقول تعالى: « إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ » (فاطر: 29 - 30)، فسبحانه وتعالى وهبَنا ما نتاجر به معه، ثم وفقنا إلى التجارة معه، وتفضل علينا بها، ثم هو يعطينا أجر تلك التجارة كأحسن ما يكون الأجر والجزاء، فكيف وسط كل ذلك، لا نحمده سبحانه وتعالى على نعمه في الدنيا والآخرة، وهي بالتأكيد لا تحصى أبدًا.