يا من تمر بظروف صعبة، وأعيتك بعض الأمور، هل تعلم أن ديننا الحنيف علنا بعض الكلمات التي تهون علينا من مصائب الدنيا، وتنقلنا من حولنا إلى حول الله وقوته، وحينها يحمل عنك رب العباد بذاته وقدره وجلاله ما بك وما يرهقك، فتكون من الآمنين.
يقول الإمام ابن عُثيمين رحمه الله: «إذا أعياك شيء وعجزت عنه قل: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإن الله تعالى يعينك عليه»، وعن أبي ذر الغفاري قال: «أمرني خليلي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، بسبع: أمرني بحب المساكين والدنو منهم. وأمرني أن أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر إلى من هو فوقي, وأمرني أن أصل الرحم وإن أدبرت، وأمرني ألا أسأل أحدا شيئا، وأمرني أن أقول بالحق وإن كان مرا، وأمرني ألا أخاف في الله لومة لائم، وأمرني أن أكثر مِن: لا حول ولا قوة إلا بالله؛ فإنهن من كنز تحت العرش».
لا حول ولا قوة إلا بالله
لو علمت فضل هذه الجملة العظيمة (لا حول ولا قوة إلا بالله)، ما توقفت عن قولها لحظة، لكن على الأقل إياك أن يمر يوم ولا ترددها، ولو 10 مرات فقط، فالأمر يسير، لكن ما سيعود عليك عظيم، بحيث لا يمكن تصوره، لأنك تطلب حول القهار وقوته، فكيف به يعينك، وكيف به ينصرك، وكيف به يحول أمرك من هزيمة أو ضياع أو ذل إلى منتهى النصر والعزة.
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم، خيبر، أو قال: لما توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أشرف الناس على وادٍ، فرفعوا أصواتهم بالتكبير: الله أكبر! الله أكبر! لا إله إلا الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اربعوا على أنفسكم! إنَّكُم لا تدعون أصَمَّ ولا غائباً، إنكم تدعون سميعا قريبا، وهو معكم". وأنا خلف دابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فسمعني وأنا أقول: لا حول ولا قوة إلا بالله! فقال لي: "يا عبد الله بن قيس". قلت: لبيك يا رسول الله، قال: "ألا أدلك على كلمة من كنز من كنوز الجنة؟". قلتُ: بلى يا رسول الله! فداك أبي وأمي! قال: "لا حول ولا قوة إلا بالله».
باب من أبواب الجنة
أيضًا لا تتوقف فضائل (لا حول ولا قوة إلا بالله) عند التيسير في الدنيا، وإنما أيضًا هي باب من أبواب الجنة.
عن قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنه، أن أباه دفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، يخدمه قال: فمر بي النبي صلى الله عليه وسلم، وقد صليت، فضربني برجله وقال: «ألا أدلك على باب من أبواب الجنة؟» قلت: بلى. قال: «لا حول ولا قوة إلا بالله».
بل أنها كنز من كنوز الجنة، كما في الحديث الذي رواه حازم بن حرملة قال: مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعاني فقال: «ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟: لا حول ولا قوة إلا بالله».
اقرأ أيضا:
ليست كلها ضدك.. أسباب تحول بينك وبين استجابة الدعاء