اليقين بالله هو أعظم الخيرات التي تمر على ابن آدم، فالإنسان يولد على الفطرة، وأبواه يمجسانه أو ينصرانه، بينما من يولد من أبوين مسلمين فهو لاشك الأوفر حظًا، إذ أنه يولد على اليقين الصح، والتوحيد الأحق، لكن ما الذي يأتي في الأهمية بعد اليقين بالله؟.
كثير من الناس يغفل عن ذلك، إذ يتصور البعض أن ما يأتي بعد اليقين قد يكون أمرًا ما في العقيدة أيضًا، وهو لا يدري أن هذا الأمر هو (العافية)، وهي الصحة، التي باتت تواجه مخاطر هذه الأيام شديدة جدًا على مستوى العالم أجمع، إذ أنه لم يجتمع العالم على عدو واحد أكثر من اجتماعهم ضد تفشي الفيروسات التي تهدد البشرية بالإبادة، ومع ذلك كثير منا لا يتعامل مع الإجراءات بشكل جيد.
تاج على رؤوس الأصحاء
إياك أن تتهاون مع الصحة، فهي تاج على رؤوس الأصحاء، وإياك أن تقلل من الإجراءات الدولية لمواجهة الفيروسات المنتشرة مؤخرًا (كورونا وأوميكرون) وغيرها، لأن الأمر بالفعل يحتاج منا لوقفة تساعد البشرية في تحدي هو الأهم بالنسبة لها، كأنها حرب بقاء، فإما ننجح أو نباد جميعًا، والإسلام يدعونا صراحة إلى الاهتمام في أكثر من موضع.
عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: قلت: "يا رسول الله علمني شيئًا أسأله الله"، قال: «سل الله العافية» فمكثت أيامًا ثم جئت فقلت: "يا رسول الله، علمني شيئاً أسأله الله"، فقال لي: «يا عباس، يا عم رسول الله، سل الله العافية في الدنيا والآخرة».
يؤكد صلى الله عليه وسلم بذلك لا خير أفضل ولا أعظم من الصحة، بينما نحن الآن نتهاون بشكل ليس له مثيل!.
اقرأ أيضا:
العمل في الدنيا 4 أنواع بحسب نيتك ..اعرف مدى إخلاصك حتى يرضى عنك ربكالعافية أولاً
على الرغم من أن الصبر على الابتلاء من أعظم الأمور، إلا أن الشكر على استمرار المعافاة لهو أعظم.
وفي ذلك يقول أبو بكر الصديق رضي الله عنه: «لأن أعافى فأشكر أحب إلي من أن أبتلى فأصبر»، كما تواتر عنه صلى الله عليه وسلم دعائه بالعافية.
وورد عنه صلى الله عليه وسلم لفظاً ومعنى من نحو من خمسين طريقًا، ومن أشهر هذه الأحاديث الصحاح قوله صلى الله عليه وسلم: «ما سُئل الله شيئا أحب إليه من أن يُسأل العافية»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «سلوا الله العفو والعافية، فإن أحدًا لم يعط بعد اليقين خيرًا من العافية».
وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم: «اللهم أنت خلقت نفسي وأنت توفاها، لك مماتها ومحياها، إن أحييتها فاحفظها، وإن أمتها فاغفر لها، اللهم إني أسألك العافية».