نتمنى جميعنا لو أنه حينما يأخذ صحيفته، فيجد فيها ما يسعده، فماذا لو حصلت على صحيفتك ووجدت فيها ما يجعلك ترقص فرحًا؟.
عن الزبير رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «من أحب أن تسره صحيفته فليكثر فيها من الاستغفار»، فقط مجموعة من الكلام تردده آناء الليل وأطراف النهار، يجعلك في أوائل الصفوف، وتتسلم صحيفتك وأنت في غاية السعادة، فإذا كان من ذهب للحصول على شهادته في الثانوية وجد نفسه وقد نال مجموعًا يدخله أعلى الكليات، فماذا لو كانت مجموعك يدخلك أعالي الجنة؟.
وما ذلك إلا لأن الاستغفارَ ينقي القلب من ظلمات المعاصي والذنوب، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن العبد إذا أخطأ خطيئةً نكتت في قلبه نكتة سوداء، فإذا هو نزع واستغفر وتاب صقل قلبه، وإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبَه، وهو الران الذي ذكره الله: (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (المطففين: 14)».
وعد إلهي
أيضًا من يريد أن يسعد حينما يستلم صحيفته، فليحافظ على الاستغفار، ذلك أن الله عز وجل وعد، ووعده الحق، بأن من يأتيه مستغفرًا غفر له كل ما كان منه، قال تعالى: «وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى» (طه: 82)، وقال أيضًا سبحانه وتعالى: «وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا» (النساء: 64).
لاشك جميعنا يظلم نفسه، لكن الحكيم من يعود من فوره إلى الله ويستغفر، لأنه بدون شك سيجد الله توابًا رحيمًا، قال سبحانه وتعالى: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ» (النساء: 48)، فإذا مات المسلم الموحد ولم يشرك بالله شيئًا، فالله سبحانه قد يغفر الله كل ذنوبه مهما عظمت، ومن أشرك بالله سبحانه، وعبد معه غيره، ثم تاب إليه وأناب؛ فهو يغفر له أيضًا.
اقرأ أيضا:
العمل في الدنيا 4 أنواع بحسب نيتك ..اعرف مدى إخلاصك حتى يرضى عنك ربكعلاقة متبادلة
تخيل الله بجلاله وقدره، يطلب منك الاستغفار أمام كل ذنوبك، فيمحوها كما لو لم تكن من الأساس، ومع ذلك كثير من الناس للأسف يتهاون في أمر الاستغفار.
عن أبي ذر رضي الله عنه، عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال: «يا عبادي، إنِّي حرَّمتُ الظلمَ على نفسي، وجعلتُه بينكم مُحرَّمًا، فلا تظالموا، يا عبادي، كلُّكم ضالٌّ إلا مَن هديتُه، فاستهدوني أَهْدِكُم، يا عبادي، كلُّكم جائعٌ إلا مَن أطعمتُه، فاستطعموني أُطعِمْكم، يا عبادي، كلُّكم عارٍ إلا مَن كسوتُه، فاستكسوني أَكْسُكم، يا عبادي، إنكم تُخطِئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعًا، فاستغفروني أَغْفِرْ لكم».