بقلم |
محمد جمال حليم |
الاحد 20 فبراير 2022 - 08:41 م
يحرص المسلم دوما على اغتنام مواسم الطاعة التي تقربه من ربه سبحانه وتعالى.. ومن. هذه المواسم شهر رجب الذي هو كالمقدمة لشهر رمضان المعظم. ومن أفضل ما يمكن أن تساعد به لشهر مصانع تعويد النفس في هذه الأيام على قيام الليل ومناجاة الرب في الخلوات.
قيام الليل وصلاة التراويح: وقيام بهذه الصورة هو استعداد نفسى لصلاة التراويح وقد وصف الله من يحرصون على هذه الطاعة فقال قال تعالى: "تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُم مِن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" {السجدة :16-17}، وقال صلى الله عليه وسلم: أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام. رواه الترمذي.
فوائد قيام الليل: ولقيام الليل فضل كبير وفوائد عظيمة من هذا أن قيام الليل سبيلٌ إلى القيام بشكر نعمة الله على العبد، والشاكرون قد وعدهم الله بالزيادة، كما قال تعالى: وإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ {إبراهيم:7}، وقد قالت عائشة ـ رضي الله عنها: كان النبي صلى الله علية وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقلت له: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبداً شكوراً. متفق عليه. كما أن قيام الليل يجعل المسلم دائما قريب من ربه يرجو رحمته ويخشى عذابه ويحرره من قيود الدنيا ويعوده على الإخلاص كما أنه سببٌ في تكفير سيئات العبد ومغفرةِ ذنوبه، فعن عمرو بن عنبسة ـ رضي الله عنه ـ أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أقرب ما يكون الرب عز وجل من العبد في جوف الليل، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن. رواه أبو داود والترمذي واللفظ له، وقال: حديث حسن صحيح، والحاكم على شرط مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وإن قيام الليل قربة إلى الله ومنهاة عن الإثم وتكفير للسيئات ومطردة للداء عن الجسد. رواه الترمذي في جامعه وحسنه الألباني.