هل ذكرت الموت يومًا في صلاتك؟.. إن لم تكن فعلت فافعل من فورك، وإياك أن تنسى هذا الأمر أبدًا، فحرى بالمسلم أن يحمد الله على الصلاة، وأن يواظب على أسبابها، ومن الجدير بالمسلم أيضًا في صلاته التفكر في أمور الآخرة فإنها معينة على الخشوع في الصلاة.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «اذكر الموت في صلاتك، فإن الرجل إذا ذكر الموت في صلاته لحري أن يحسن صلاته»، وكأنه صلى الله عليه وسلم، يعلمنا أن من يذكر الموت في صلاته فكأنما كان ذلك سببًا في خشوعه، ومن ثم إحسانها، وبالتالي قبولها بإذن الله من رب العالمين.
وفي سنن ابن ماجه وغيره عن أبي أيوب قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله علمني وأوجز، قال: «إذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودع، ولا تكلم بكلام تعتذر منه، وأجمع اليأس عما في أيدي الناس».
صلاة مودع
ذكر الموت في الصلاة، كأنك تصلي صلاة الوداع، وكأنك ستموت بعدها، فهل تعلم أن من حسن الختام أن يموت العبد وهو ساجد إلى ربه عز وجل.
عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «صل صلاة مودع كأنك تراه فإن كنت لا تراه فإنه يراك وأيس مما في أيدي الناس تعش غنيا وإياك وما يعتذر منه»، والمعنى هنا أن تصلي وأنت في كامل خشوعك لله رب العالمين، وألا يشغلك أي شيء، وإن حاول الشيطان أن يخرجك عن خشوعك، فتذكر الموت، فهو خير الواعظين، ولقد أمر ربنا سبحانه وتعالى بالاستعانة بالصبر والصلاة، فقال عز وجل: « وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ » (سورة البقرة 45 - 46).
اقرأ أيضا:
العمل في الدنيا 4 أنواع بحسب نيتك ..اعرف مدى إخلاصك حتى يرضى عنك ربكطلب العون
(صلاة مودع) تعني طلب العون من رب العالمين، على استكمال الحياة بعيدًا عن الفتن والوقوع في الذنوب والشهوات، وأيضًا الرجاء في آخرة هي الأفضل، ورغبة فيما عند الله لأنه لاشك أعظم، وما ذلك إلا لأن الصلاة معاشر المسلمين، من أعظم ما يعين على فعل الطاعات، وترك المنكرات، كما قال ربنا سبحانه وتعالى: « إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ » (سورة العنكبوت 45).
وقال أيضًا سبحانه وتعالى: « وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ إِنَّ اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ » (سورة البقرة 110)، ففي هذه الآية الكريمة يحث الله تعالى عباده المؤمنين على الاشتغال بأداءِ الصلاة بحدودها وفروضها وخشوعها تامة كما أمر الله عز وجل، لأن من التزم بذلك نال ما لا يمكن تخيله أبدًا.