لا يستطيع أحد الوصول للحق بمفرده دون عناء من هنا كانت إرسال الرسل وإنزال الكتب السماوية ووجود العلماء والفقهاء في كل عصر ضرورة لتسهيل توصيل العلم للناس.
حرص الإسلام على العلم:
ولقد حث الإسلام على العلم وجعله رسالة سامية وجعل العلماء في منزلة عالية، ودعا لاكتساب العلم النافع بكل وسيلة سامية وتفعيل ذلك كله بالعمل الذي هو التطبيق العملي.
ومن حرص الإسلام على العلم والعلماء دعت تعليماته غلى توقير العلماء واحترامهم بل كان من الواجب على جميع المسلمين توقير العلماء، واحترامهم، وإكرامهم، ومعرفة قدرهم وحقوقهم، وإنزالهم منازلهم، والتأدب معهم في جميع شؤونهم، كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (لَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا، وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ) (رواه أحمد، وحسنه الألباني).
توقير العلماء من توقير الله:
واعتبر الإسلام أن توقير العلماء من إجلال الله تعالى وتعظيمِ شريعته، وامتثالِ أمره، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ، وَلَا الْجَافِي عَنْهُ، وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ)(رواه أبو داود، وحسَّنه الألباني). وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (أمَرَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس منازلهم)(رواه أبو داود والبزار).
احترام العلماء من ثوابت الإسلام:
بل إن من الثابت في أصول أهل السنة ومنهج السلف احترام العلماء وتوقير الفقهاء، والتأدب معهم غاية الأدب، فإن الجناية عليهم خرق في الدين، قال الإمام الطحاوي: "وعلماء السلف من السابقين ومن بعدهم من التابعين أهل الخير والأثر، وأهل الفقه والنظر، لا يُذكَرون إلا بالجميل، ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل"، ولا يزال أهل العلم - قديماً وحديثاً - يؤكدون على التأدب مع العلماء والسمع لهم؛ أخرج عبدالرزاق في مصنفه عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه طاووس، قال: "من السنة أن يوقر أربعة: العالم، وذو الشيبة، والسلطان، والوالد".
وعن الشعبي قال: صلّى زيد بن ثابت على جنازة، ثم قربت له بغلة ليركبها، فجاء ابن عباس فأخذ بركابه، فقال له زيد: خل عنك يا ابن عم رسول الله – صلى الله عليه وسلم. فقال ابن عباس: هكذا يفعل بالعلماء والكبراء.