هل جددت إيمانك بالله اليوم؟.. قد يقول أحدهم، وكيف ذلك؟، قال تعالى: « إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ » (يونس: 9 - 10).
فعلى قدر إيمانك بالله تعالى، وعلى قدر عملك الصالح، يهديك الله تعالى بإيمانك به، بل ويثبتك على طريق الهداية، حتى يكون المآب والمصير في جنات النعيم، وفي الحديث الذي صححه الألباني، يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب ، فاسألوا الله تعالى : أن يجدد الإيمان في قلوبكم».
جدد إيمانك
إياك أن تتوقف عن تجديد إيمانك يومًا بيوم، بل لو شئت ساعة بساعة، ولذلك فإن تجديد الإيمان في القلوب والنفوس، وتوثيق الصلة بالله تعالى، أمر جاءت به نصوص الكتاب والسنة، فقد قال تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا » (النساء: 136).
فالناس للأسف باتوا كأنهم بعيدين عن ربهم، وكأنهم في حالة جفاء مع خالقهم، إذ تمردوا على أوامره ونواهيه، حينما جعلوا الدنيا هدفًا لمنافاستهم، وقد غفلوا عن الغاية التي خلقوا من أجلها وهي تحقيق العبادة لله جل وعلا قال تعالى : «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ» (الذاريات: 56)، فغفلوا عن ذكره وشكره وحسن عبادته، فهجروا البكاء والتضرع والدعاء والإلحاح فيه، فكانت النتيجة أن طالهم الهم والغم، ونقصت البركة.
اقرأ أيضا:
العمل في الدنيا 4 أنواع بحسب نيتك ..اعرف مدى إخلاصك حتى يرضى عنك ربكقسوة القلوب
القلوب قست، وتراجعت الأخلاق، وانتشرت الفواحش: «ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ» (الروم 30)، فالإيمان سبب في لين القلوب ورفعة الأخلاق وصدق العلاقات في ما بين العبد وربه وبين العبد ونفسه وبين العبد والآخرين، وهو سبب أيضًا في دحر الشر، ورفع الظلم، ومحاربة الشرور والفساد بكل صوره.
لذلك كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، يسأل ربه الثبات على الحق، فعن سيدنا أنس رضي الله عنه، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من قول: « يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ" فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ , فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا ؟ قَالَ : نَعَمْ , إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ».