الرجوع إلى الله عز وجل، هو الرجوع الوحيد الذي سيجعلك تتقدم، إذ أنه لابد لكل إنسان وخصوصًا الذي قضى شطراً من حياته بعيداً عن الله عز وجل وعن طاعته أن يطرح على نفسه هذا السؤال الهام: (أليس الموت يصيب كل إنسان ويأتي بغتة في كثير من الحالات، إلم يحن وقت التوبة والعودة والإنابة إلى الله عز وجل؟)، وبالتأكيد الإجابة المنطقية أن يتعجل العبد التوبة، لأن الموت قد يأتي فجأة، ومن ثم فإن الشيطان قد يقف للإنسان عند هذا المفترق، ويوهمه أن المعاصي الكثيرة التي جنيتها لت تهرب منها، فيقطع عليه طريق الرجوع، ويجعله ينغمس أكثر في الفساد الذي هو فيه إلى أن يوافيه الموت، مع أنه كان يملك نية حقيقية للتراجع والتوبة.
العودة إلى الله
في أي لحظة عد إلى الله ولا تتردد، وعليك أن تعلم جيدًا أن القرآن الكريم والحديث الشريف مليئان بالنصوص التي تشير إلى أن الله عز وجل يعفو عن عباده ويتوب عليهم فيما إذا تابوا واستغفروا، يقول تعالى: «قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ» (الزّمر/ 53)>
لو تأملت هذا الخطاب الإلهي الذي يفيض بالرحمة واللطف والكرم، خصوصًا قوله تعالى: «إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا» ستشرع ببداية جديدة، وتتوب إليه وتستغفره، ولمّ لا وهو الذي يقول سبحانه وتعالى: «أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ» (التوبة/ 104)، فكلما عاد المؤمن بالاستغفار والتوبة عاد الله عليه بالمغفرة، لأن الله هو الغفور الرحيم، وهو يقبل التوبة ويعفو عن السيئات، فإياك أن تقنط أبدًا من رحمة الله تعالى.
اقرأ أيضا:
العمل في الدنيا 4 أنواع بحسب نيتك ..اعرف مدى إخلاصك حتى يرضى عنك ربكاحذر هذا الأمر
احذر الانصياع لوساوس الشيطان، والسير على خطاه، فالله تعالى وإن كان غفوراً رحيمًا إلا أنه شديد العقاب، فليست التوبة لعبة بيد الإنسان، فرب ذنب قد يسقطك في الهاوية بحيث لا توفق للتوبة بعده، والجأ إلى الاستغفار في كل أوقاتك، فإن الاستغفار يمنح العبد بركة لا نهاية لها، وأيضًا زيادة الرزق وجلاء الهم، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «مَن أكثر من الاستغفار جعل الله له من كلّ همٍّ فرجاً، ومن كلّ ضيق مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب».
عوّد لسانك على قول: «اللهم إني أسألك توبة نصوحاً تقبلها مني تبقى عليَّ بركتها وتغفر بها ما مضى من ذنوبي، وتعصمني بها فيما بقي من عمري يا أهل التقوى وأهل المغفرة.. وصلى الله على محمد وآل محمد إنك حميد مجيد»، واحذر مجددًا من أنه ليس هناك توبة عند حضور الموت ودنو الأجل، يقول تعالى: «وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ» (النساء/ 18).