مرحبًا بك يا عزيزتي..
لم تعرفيني على نفسك بشكل حقيقي، فهل أنت شخصية انطوائية؟ هل لديك ضعف في المهارات الاجتماعية؟هل لديك مهنة؟ ما هي دراستك التي انتهيت عندها؟ هل والديك على قيد الحياة؟ وهل لديك إخوات؟
لابد أن تكوني يا عزيزتي قريبة من نفسك، تعرفينها، متلامسة مع مشاعرك، يمكنك معرفتها وتمييزها والتعبير عنها.
الانطوائية ليست مرضًا إذا ما كنت هكذا، فهي سمة من سمات بعض الشخصيات، وهي جيدة عندما يتم قبولها والتكيف معها والاستفادة من مميزاتها، وهي لا تتنافى مع كون الشخص اجتماعيًا، فهناك الانطوائي الاجتماعي القادر على إقامة علاقات وصداقات والانخراط في وسط المجتمع.
وحتى يمكنك عزيزتي تغيير حالة الوحدة التي تزعجك، لابد من معرفة نفسك كما ذكرت لك سابقًا ومن ثم التعرف على الأخطاء التي ربما تقعين فيها بدون قصد وتنفر منك من حولك، فهكذا نفعل للتغيير، نغيّر ما بأنفسنا، كما أن معرفة النفس ستدلك على دوائر يمكنك من خلالها تنمية مهاراتك وتفعيل قدراتك وممارسة أنشطة وهوايات تسعدك وتشغل وقتك وتجلب لك بشر كثير تختارين من بينهم من يشبهك فتتآلفين معه.
عزيزتي، دعيني أعود للمرة الثالثة لأقول لك "تعرفي على نفسك واقتربي منها"، فخير جليس هو نفسك، نعم، من يأتنس بنفسه ليس وحيدًا، ولا تصبح الوحدة "معاناة" بالنسبة إليه، ولا تربطي أنسك، وسعادتك، وعدم شعورك بالوحدة بـ"إنسان" أيًا كان، فكل وأي إنسان سوف يغادر، بإنشغال، أو سفر، أو تغير اهتمامات، أو تغير حالة إجتماعية، أو مرض، أو وفاة، ولا باقي سوى "الله" سبحانه، و"نفسك" التي بين جنبيك.
لا تدعي نفسك فريسة للوحدة، فهي تتسبب في "سوء الظن"، فبينما يكون من حولك غارقون في مشكلاتهم، وظروفهم، تظنين أنت أنهم يسيئون إليك، أو لا يحبونك، أو أنهم بخير وأنت لست بخير، أو لا يهتمون بك، أو أنهم أنانيون، إلخ التأويلات سيئة الظن التي تطحن من يعاني الوحدة، وربما تتسب له في بعض الاضطرابات النفسي فيتحول إلى شخصية اكتئابية، أو اضطهادية، مثلًا..إلخ.
عزيزتي، تذكري أنك حتى لو كنت متزوجة، فأنت عندما تنامين ليلًا تحلمين وحدك، وهذا نوع من "الوحدة"، وقد تهتمين بشيء ولا يشارك زوجك الإهتمام نفسه، وهذه "وحدة"، وقد يكون لديك مشاعر ما ولا تجدين من الزوج مشاركة لك فيها، وهذه أيضًا "وحدة"، إذا الوحدة حالة تصادف الجميع، بأشكال وألوان مختلفة، مثلها مثل الجوع والعطش والتعب إلخ تحتاج إلى أن "نتعلم" كيف نتعامل معها بأسلوب مناسب "معها" و"معنا" لا يتسبب في الإضرار بنا.
وأخيرًا فكري فيما سبق جيدًا، ولا تستسلمي، لا تضعي نفسك بين أنياب الوحدة هكذا، فهي حالة بيديك تشريسها أو جعلها "أليفة".
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.