مرحبًا بك يا عزيزتي..
ما دمت استبعدت "الطلاق" كـ"حل"، فلابد أن تفكري في حلول أخرى يكون هدفها أن ترتاحي في حياتك مع زوجك.
وهذه الراحة سيكون مصدرها وسببها أنت وليس مطالبته بإسعادك.
حتى نفكك المشكلة لابد أن تفكري يا عزيزتي في مميزات زوجك والعلاقة، وعيوب زوجك والعلاقة.
شعوره بالذنب يخصه وحده يا عزيزتي، ولا يجب أن ينسحب عليك فتشعري بالدونية لأنك زوجة رقم 2 كما ذكرت في رسالتك، فكري في نفسك وانظري إليها على أنك "زوجة" وفقط، بدون أرقام، وترتيب، ومفاضلات، ومقارنات.
أنت زوجة وأم فكيف يمكنك الاستمتاع بهذا، والامتنان لهاتين النعمتين، هذا ما يجب أن تفكري فيه، ليهدأ بالك، ويمكنك القيام بأدوارك ومسئولياتك.
ربما يكون من الجيد في مثل حالتك أن تنظري لمميزات الوضع، وتضعيها تحت عدسة مكبرة، وتكبري النعم –وهي كثيرة لا محالة- والمكاسب، وتمتني لوجودها.
من هذه النعم والمكاسب أن زوجك يحبك، وأنجب منك، وعاش 7 أعوام، وينفق بشكل وصفتيه بالجيد، هذه كلها مكاسب، فلا تتشككي في حبه لك، ولا تعتبري قلة مبيته لديك دليلًا، فعدم الحب يعني أن يتخلى عنك بطلاق أو هجر، ويهينك أو يتعامل معك بسوء خلق، أو تقتير.
"عدم العدل في المبيت" من عيوبه، ربما لضعف في شخصيته، وتغيير هذا ليس بيديك، فلا تضعي العقدة في المنشار، تغييره ربما يأتي مع الأيام، فاتركي هذا لله، واقبليه، هكذا نفعل مع ما نعجز عن تغييره، فقلوب العباد بيديه.
وهذا القبول لا يعني الموافقة يا عزيزتي، اقبلي الوضع وطالبي بحقك بحكمة، وكما يقال في العامية "أخذ الحق حرفة"، فتعلمي هذه المهارة، ولا شيء يبقى على حاله.
هناءتك يا عزيزتي في حياتك تعتمد على مدى قدرتك على تغيير طريقة تفكيرك، ففكري في نفسك ومكاسبك ومصلحتك وأولادك، عندما يزوركم ويبيت معكم اسعدي بهذه الحالة، وعندما يغادركم اسعدي أيضًا، وودعيه على أنه مسافر لجهة عمل كما بعض الأزواج من يسافرون لمهنهم ويقيمون أيامًا بعيدًا عن زوجاتهم، وخلال هذه الفترة استمتعي بحياتك، وصحبة أطفالك، وأهلك، والأصدقاء، ووسعي دوائر علاقاتك كلما أمكن، واهتماماتك، ومارسي هواياتك، واعتني بنفسك، وصحتك، ورياضتك، وجمالك، وقومي بمسئولياتك تجاه نفسك وأطفالك بحب، وقبول.
إن كلمة السر لحل مشكلتك كما أراها يا عزيزتي هي القبول وتغيير طريقة التفكير لتتغير مشاعرك وتصرفاتك وتتحول إلى مكاسب لصالحك، تغيري أنت في استجابتك للوضع، وربما يجلب تغييرك هذا تغييرًا من قبل زوجك للأفضل، أما الندب والشكوى والحزن فلن يغير شيئًا، وسيحيل حياتك إلى جحيم، وتحصدين خسائر جمة، وتظلمين نفسك وأولادك بلا ذنب.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.