لا تتحقق لذة العبادة وإحساس المؤمن بحلاوتها إلا بالخشوع لله عز وجل ، ويُعرَّف خشوع القلب في اللغة والاصطلاح الشرعيّ كما يأتي:
خشوع القلب لغةً: الخُشوع اسمٌ من الفعل الثلاثيّ خَشَعَ، يُقال: خشع القلب؛ أي سَكَنَ، وخَضَعَ، وتضرّع، وتذلّل
خشوع القلب اصطلاحاً: إقبال المسلم على العبادات كلّها، بكلّ جوارحه، دون التفات لِما حوله من أمور الدنيا؛ بسكون قلبه، ولِينه، وانكساره، وخضوعه لله -عزّ وجلّ-، وتعلُّقه به، وفي الحديث عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يقول في ركوعه: (اللهم لكَ ركعتُ وبكَ آمنتُ ولكَ أسلمتُ وأنتَ ربي خشعَ سمعي وبصري ومخي وعظمي لله ربِّ العالمينَ)، كما قال الله -تعالى-: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ*الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ)،فصلاح قلب المسلم ينعكس على أفعاله الظاهرة؛ إذ إنّ سكون القلب، ورقّته، واطمئنانه من أسباب استشعار المسلم عظمة الله وحده، فينعكس ذلك على جوارحه وأفعاله تِجاه نفسه، وتِجاه الآخرين
وتتفاوت قلوب العباد وتتباين في حال الخشوع؛ إذ إنّها تختلف من شخصٍ إلى آخرٍ؛ فمن الناس من يخشى الله رهبةً وخوفاً من عذابه، ومنهم من يخضع لكماله وحبّه؛ رغبةً ولهفةً لملاقاته، وبعضهم يستشعر مراقبة الله له في كلّ أحواله، فيغمره الحياء منه، ولخشوع القلب مظاهر ودلائل، يمكن الوقوف على بعضها فيما يأتي: