مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك، فأنا أقدر مشاعرك وموقفك تمامًا.
في هذه المشكلة توقفت عند الجمع بين "الحب" والمعاناة والتضحية بحسب كلامك، وهنا خلط غير مقبول، فالحب والمعاناة لا يجتمعان يا عزيزتي، ومن هنا بدأت القصة.
فهمك للحب به عوار واضح، فالحب فرح وسلام ودعم فكيف تحول لديك إلى الاقتران بالمعاناة؟ وهل فرضتيها أنت على نفسك أم فرضها زوجك عليك؟
هل كان زوجك يرفض عملك أم تبرعت أنت وفعلت على الرغم من شعورك بأن هذا السلوك والقرار سيسبب لك "معاناة"؟!
توقفت أيضًا عند قوله لك بحسب روايتك أن حبك له أرهقه!
وهنا يمكن القول أن العلاقة المرهقة هي المتطلبه التي لا يشبع فيها أحد الأطراف من تسديد احتياجاته النفسية من شريكه أبدًا مهما فعل، ومن ثم يحمله فوق ما يطيق، ربما بسبب طفولة عانت من الحرمان من هذا الاشباع كما ينبغي حتى يكون هناك اتزان نفسي ونضوج لا يتبعه هذا التطلّب وعدم الشبع ومن ثم عدم الرضى.
الحل لديك يا عزيزتي، فأنت الآن تقدمي نفسك كـ "ضحية" لزوج لم يقدر حبك ومعاناتك وتضحياتك كما ذكرت، وهذا دور مؤذ أربأ بك أن تكملي حياتك أسيرة له، فتلبسك بشخصية الضحية سيغرقك في معاناة أخرى من جديد وهكذا تتنقلين من معاناة لأخرى ويضيع عمرك من بين يديك، بيديك!
كل ما اختزنته طفولتك، وهذه الأدوار والمشاعرالمؤذية، ومعنى الحب وفهمك له، كل هذه أشياء تحتاج للتعافي.
لذا فلابد من رحلة تخوضيها للتغيير والتعافي من آثار الطفولة وما تضمنته من حرمان عاطفي انعكس على علاقتك الزوجية، سارعي يا عزيزتي للتواصل مع معالجة نفسية حتى تتحسن حالتك النفسية وعلاقتك مع نفسك، ومن ثم علاقتك مع زوجك، وأولادك، وكل علاقاتك.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.