حثّت الشريعة الإسلامية على ضرورة ستر عورات المسلمين، لما في ذلك من إصلاح المجتمع واستقراره، وشعور أفراده بالأمن بين الناس، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من ستر عبدا في الدنيا، ستره الله في الآخرة».
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: «من ستر على أخيه في الدنيا، ستر الله عليه يوم القيامة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن فرج عن أخيه المسلم كربة من كرب الدنيا، فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة».
كما بشّر صلى الله عليه وسلم من ستر مسلما : «لا يرى امرؤ من أخيه عورة، فسترها عليه، إلا أدخله الله بها الجنة» .
مداهمة منزل شارب الخمر:
خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فإذا هو بضوء نار، ومعه عبد الله بن مسعود، قال: فاتبع الضوء حتى دخل دارا، فإذا سراج في بيت، فدخل، وذلك في جوف الليل، فإذا شيخ جالس وبين يديه شراب وجارية تغنيه.
فلم يشعر حتى هجم عليه، فقال عمر: «ما رأيت كالليلة منكرا أقبح من شيخ ينتظر أجله».
فرفع الشيخ رأسه إليه، فقال: " بلى، يا أمير المؤمنين، ما صنعت أنت أقبح، إنك قد تجسست، وقد نهي عن التجسس، ودخلت بغير إذن، فقال عمر: «صدقت، ثم خرج عاضّا على يديه يبكي».
قال: «ثكلت عمر أمه إن لم يغفر له ربه، يجد هذا، كان يستخفي هذا من أهله» ، فيقول: «الآن رأى عمر فيتتابع فيه».
قال: " وهجر الشيخ مجالس عمر حينا، فبينما عمر بعد ذلك بعيد جالس، إذا هو به قد جاء شبه المستخفي، حتى جلس في أخريات الناس.
فرآه عمر، فقال: «عليّ بهذا الشيخ» ، فقيل له: أجب.. فقام وهو يرى أن عمر سينبئه بما رأى.
فقال له عمر: «ادن مني» ، فما زال يدنيه حتى أجلسه بجانبه، فقال: «قرّب مني أذنك، فالتقم أذنه» ، فقال: أما والذي بعث محمدا بالحق رسولا، ما أخبرت أحدا من الناس بما رأيت منكرا، ولا ابن مسعود، فإنه كان معي.
فقال الرجل: يا أمير المؤمنين، قرّب مني أذنك، فالتقم أذنه، فقال: ولا أنا والذي بعث محمدا بالحق رسولا، ما عدت إليه حتى جلست مجلسي، فرفع عمر صوته فكبر، ما يدري الناس من أي شيء يكبر.
اقرأ أيضا:
هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟